قوله تعالى ( حاضري المسجد الحرام ) يصل الجميع حاضري بحذف يائها للتخلص من الساكنين، ويقفون عليها بإثبات الياء لا غير، و كذلك نظائرها من كل جمع مذكر مضاف، وقد وجد منه في القرآن الكريم : هذا و محلي الصيد و آتي الرحمن و مهلكي القرى و المقيمي الصلاة و معجزي الله معا، ولا ترد نون الجمع في الوقف لحذفها في الرسم ولأن الوقف فيها على نية الإضافة ومثلها نون المثنى في تبت يدا أبي لهب، وقد نظم الجميع وحكمها بعضهم بقوله :

محلي مقيمي حاضري معجزي معا وفي مريم آتي كذا مهلكي القرى
فبالياء قِف في الكل للكل مبتلى لحذف سكون بعد ذي اليا قد جرى
قوله تعالى ( فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا ) يفهم قول الشاطبي : وتفخيمه ذكرا.. البيت، أن ذكرا وبابه وهو خمس كلمات وقع فيها بين الكسر والراء ساكن صحيح مظهر وهي : ذكرا و سترا و حجرا و وزرا وصهرا، فيها الترقيق والتفخيم وهو كذلك، فإذا اجتمعت مع البدل امتنع ترقيقها مع التوسط وجاز فيها الوجهان مع القصر والمد فتكون أوجه ذكرا في مثل هذه الآية خمسة، فإذا اجتمع معها ذات ياء كآية ( ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضياء وذكرا للمتقين ) كانت الأوجه سبعة وهي : قصر البدل بفتح ذات الياء وترقيق ذكرا وتفخيمه، ثم توسط البدل بتقليل ذات الياء و تفخيم ذكرا فقط، ثم مدّ البدل بفتح وتقليل وعلى كل ترقيق وتفخيم، وخرج من هذه الكلمات كلمتي سرا و مستقرا، فليس فيهما غبر الترقيق فقط في الحالين مع أوجه البدل من طريق الشاطبية لأن الساكن فيها مدغم وبالله التوفيق، وقد نظم أوجه سترا وبابه وبينها الميهي الكبير بقوله :
ذكرا و سترا ثم وزرا حجرا...... أمرا و صهرا ليس منها سرا ترقيق ذكرا مع توسط البدل...... لم يأت للأزرق دع عنك الجدل


الصفحة التالية
الموسوعة القرآنية Quranpedia.net - © 2024
Icon
ففخم الستة ثم رقِقِ ليوسف الأزرق ثم العتق