ورد متواترا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال ( أن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرءوا ما تيسر منه) وقد اختلف العلماء في المراد بهذه الأحرف مع إجماعهم على أنه ليس المراد أن كل كلمة تقرأ على سبعة أوجه وعلى لأنه ليس المراد هؤلاء القراء السبعة المشهورين، وأرجح الأقوال وأولاها بالصواب ما صححه البيهقي واختاره الأبهري و الداني صاحب التيسير واقتصر عليه في القاموس أنها سبعة أوجه من اللغات العربية، قال أبو عبيدة هي : قريش وهذيل وثقيف وهوازن وكنانة وتميم واليمن، وقال غيره خمس لغات في أكناف هوازن وهي : سعد وثقيف وكنانة وهذيل وقريش ولغتان على جميع ألسنة العرب، والسبب في ذلك تهوين الله على الأمة المحمدية كما صرح بذلك في الأحاديث الصحيحة التي منها قوله صلى الله عليه وآله وسلم :( إن ربي أرسل إليّ أن اقرأ القرآن على حرف فرددت إليه أن هون على أمتي، ولم يزل يردد حتى بلغ سبعة أحرف ) لأنه صلى الله عليه وآله وسلم أرسل إلى الخلق وألسنتهم مختلفة والعرب قبائل شتى ولغاتهم متباينة وكلهم مأمورون بقراءة القرآن فلو كلفوا النطق بلغة واحدة لعسر ذلك عليهم، فاقتضى يسر الدين أن يكون على لغات، وكانت سبعة نظرا لأصل لغات العرب، وأيضاً ليعم التحدي بالقرآن جميع العرب ويصدق قوله تعالى ( قل لئن اجتمعت الإنس والجن.. الآية ) وأما كون تعدد اللغات يدعو إلى الاختلاف في النطق فلا يضر لأنه اختلاف وفاق ولو من وجه لا اختلاف تضاد كما وضحه صاحب النشر ***
الفرق بين القراءات والروايات
والخلاف الواجب والجائز


الصفحة التالية
Icon