أي: واعلم أن (للطائفين والقائمين) جاء بغير البقرة وذلك بالحج في ﴿وَإِذْ بَوَّأْنَا لإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ﴾ [الحج: ٢٦].
أما بالبقرة فقل (للطائفين والعاكفين) في ﴿وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ﴾ [البقرة: ١٢٥].

ولفظة عن في عن مواضعه اتل في سوى رابع أرباع العقود تر العلا
أي: واقرأ (عن مواضعه) في غير رابع ربع بالمائدة وذلك بالنساء في ﴿مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا﴾ [النساء: ٤٦]، وبالمائدة في ﴿وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظّاً﴾ [المائدة: ١٣] وهو بالربع الثاني بها.
أما بالربع الرابع بالمائدة وهو ربع ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُون﴾ [المائدة: ٤١] فقل (من بعد مواضعه) وذلك في ﴿وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُون﴾ [المائدة: ٤١].
وبعد ترابًا زد عظامًا بغير ما برعد ونمل قاف وهو بها انتفى
أي: وقل (عظامًا) بعد (ترابًا) كيف جاء إلا في ثلاثة مواضع هي بالرعد في ﴿وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَإِذَا كُنَّا تُرَاباً أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيد﴾ [الرعد: ٥]، وبالنمل في ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَإِذَا كُنَّا تُرَاباً وَآبَاؤُنَا أَإِنَّا لَمُخْرَجُونَ﴾[النمل: ٦٧]، وبقاف في ﴿أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ﴾ [ق: ٣].


الصفحة التالية
Icon