٤ – أن يعِّود المعلم تلاميذه على التلاوة اليومية المستمرة ويكون من بداية ما تعلموه إلى آخر ما وصلوا إليه، وإذا كان أحدهم قد أنهى تلاوة القرآن كاملاً فتكون تلاوته اليومية من بداية المصحف من سورة الفاتحة حتى سورة الناس فكلما ختم ختمة افتتح بأخرى، فقد جاء في الحديث الشريف أن رسول الله ﷺ سئل: أي العمل أحب إلى الله؟ قال: "الحال المرتحل، وقال: وما الحال المرتحل؟ قال: الذي يضرب من أول القرآن إلى آخره كلما حل ارتحل" أخرجه الترمذي (١).
ولذا ينبغي لطالب القرآن الكريم ألا يقوم بعد ختم المصحف حتى يفتتح ختمة جديدة فيقرأ حتى قوله تعالى: ﴿أُولَئِكَ عَلَى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ (البقرة: ٥).
ولكي يبقي المسلم على صلة وثيقة بتلاوة كتاب الله تعالى، وتكرار ختم القرآن ختمه بعد ختمه رجاء ثواب الله تعالى (٢).
وهذه التلاوة اليومية وإن كانت قليلة هي أنفع من تلاوة بعدها انقطاع وهجران لكتاب الله تعالى عدة أيام حيث جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل" (٣).

(١) محمد بن عيسي الترمذي، ت٢٩٧هـ، سنن الترمذي، بيروت: دار الكتب العلمية، رقم الحديث ٢٩٤٨، بدون تاريخ للنشر.
(٢) بدر الدين محمد بن عبد الله الزركشي، البرهان في علوم القرآن، بيروت: دار الفكر، ١٤٠١هـ، جـ١، ص ٤٧٤.
(٣) مسلم بن الحجاج، مرجع سابق، أخرجه مسلم في باب فضل العمل الدائم، جـ١، ص ٥٤١.


الصفحة التالية
Icon