وقد تجلت عظمة القرآن الكريم وعظمة الرسول المنزل عليه هذا القرآن العظيم بشكل لا يضاهى وقد أحسن القائل (١) :

جاء النبيون بالآيات فانصرمت وجئتنا بحكيم غير منصرم
آياته كلما طال المدى جددٌ يزينهن جلال العتق والقدم
وقد أرشد رسول الله ﷺ أمته إلى حفظ القرآن الكريم وتلاوته والاهتمام به فقال عليه الصلاة والسلام "الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران " رواه مسلم (٢).
ومما يجدر ذكره أن حفظ القرآن العظيم ليس وقفاً على سن معين دون آخر بل إن عمر الإنسان كله زمن للقرآن وعنده القابلية لحفظه وتلاوته، لذا فإن مراحل التعليم كلها وقت لتعلم القرآن الكريم، فقد بدأ كثير من الصحابة وبعض السلف الصالح يحفظ القرآن الكريم في سن متأخرة إلا أن حفظه منذ الصغر يمتاز بأنه أسرع وأثبت وأقوى كما أن الصغير تكون مشاغله في الحياة أقل من الكبير فيتفرغ لحفظ القرآن الكريم كما أشار إلى ذلك ابن خلدون بقوله: "إن التعليم في الصغر أشد رسوخاً وهو أصل لما بعده" (٣).
(١) رشيد الأشقر، ديوان أحمد شوقي، جمع وشرح الأشقر، بيروت: دار صادر، جـ١، ص ٢٠٤، بدون تاريخ النشر.
(٢) مسلم بن الحجاج، ت ٢٦١هـ، صحيح مسلم، بيروت: دار ابن حزم، ١٤١٦هـ، باب فضل الماهر بالقرآن، جـ٢، ص ١٩٥.
(٣) ابن خلدون، عبد الرحمن بن محمد، ت ٨٠٨هـ، مقدمة ابن خلدون، مكة المكرمة: دار الباز، ط٤، ١٣٩٨هـ، ص ٥٣٨.


الصفحة التالية
Icon