(٥) ومنها عدم الإهداء إلى تلاوته على حقه إلا بموقف. شأن كل علم نفيس يتحفظ عليه
(٦) ومنها عدم تجهيل الناس بأوليتهم وكيفية ابتداء كتابتهم.
وهكذا إن قلنا إن مرسوم المصاحف اصطلاح من الصحابة وأما إن قلنا إنه من إملاء النبي ﷺ على كتبة الوحي من تلقين جبريل عليه السلام وهو الأصح كما نقله كثير من العلماء فالطاعن فيه طاعن فيما هو صادر عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ويشهد لكونه من إملائه صلى الله عليه وسلم-ما ذكر صاحب الابريز عن شيخة العارف بالله سيدي عبد العزيز الدباغ أنه قال. رسم القرآن سر من أسرار المشاهدة وكمال الرفعة وهو صادر من النبي ﷺ وليس للصحابة ولا لغيرهم في رسم القرآن ولا شعرة واحدة. وإنما هو بتوقيف من النبي صلى الله عليه وسلم. وهو الذي أمرهم أن يكتبوه على الهيئة المعروفة بزيادة الألف ونقصانها ونحو ذلك. لأسرار لا تهدى إليها العقول إلا بفتح رباني. وهو سر من الأسرار خص الله به كتابه العزيز دون سائر الكتب السماوية فكما أن نظم القرآن معجز فرسمه معجز أيضا اهـ باختصار.