-طلب منى كثير من الأخوان. أصلح الله لي ولهم الحال والشان أن أجمع لهم من ثمرات هذين الفنين ما يستعين به القارئ على معرفة وجوه القراءات. ويستبين به كاتب المصاحف الخطأ من الصواب في رسم الكلمات. فتوقفت مدة من الزمن. لعلمي بأني لست من رجال ذلك الميدان. فألحوا علىّ المرة بعد المرة. وأعادوا الكرة بعد الكرة. ولما لم أجد بداً من إجابة مطلوبهم. والسعي في تحقيق مرغوبهم. التجأت إلى من بيده أزمة التحقيق. ومن فضله تستمد مواهب التوفيق. وطرقت أبواب تلك المصنفات الجامعة. وجلت في رياضها لاقتطاف ثمراتها اليانعة. مقتصراً على ما تدعوا الحاجة الأزمنة إليه. مما ذكر في المقنع والتنزيل والعقيلة إذ ما فيها هو المعقول عليه. وراعيت في الغالب ما اختاره عنهم الخراز في مورده وابن عاشر في شرحه عليه. وتركت التعاليل والنفول الضعيفة ونحو مما لا داعي إليه، أبي عمرو الداني، وأبي داود سليمان بن نجاح، وأبي القاسم الشاطبي، ومتى قلت عنهما أو عن الشيخين فالمراد الأولان والنسبة إليهما تستلزم النسبة إلى الثالث، كما أن النسبة إلى الداني تستلزم النسبة إلى الشاطي إذ لا خلف بينهما إلا في كلمات يسيرة سيأتي بيانهما إن شاء الله تعالى، ومتى نسبت حكما لأحد الشيخين فالثاني إن عكس ذلك الحكم ذكرته وإن سكت قلت سكت عنه ورتبته على مقدمة ومقصدين وخاتمة
فالمقدمة: في فوائد مهمة تدعوا الحاجة إليها
والمقصد من الأول في فن الرسم
والمقصد الثاني في فن الضبط
والخاتمة في آداب كتابة القرآن وما يتعلق بذلك
ولما يسر الله تعالى إتمامه على هذا المنوال اللطيف، والمنهج الظريف- سميته "سمير الطالبين في رسم وضبط الكتاب المبين"
والمرجو من الله تعالى أن يجعله خالصا لوجهه الكريم، وسببا للفوز بجنات النعيم، وأن يحله محل القبول، وأن ينفع به كما نفع بأصوله بجنات النعيم، وأن ينفع به كما نفع بأصوله فأنه خير مسؤل وأكرم مأمول،
المقدمة
-(وتشمل على فوائد مهمة)-