ولما أتم الصحف أخذها أبو بكر واستمرت عنده إلى أن توفى. ثم عمر. ولما توفى أخذها حفصة((فإن قيل)) كان يستكمل وجوه فراءته المعبر عنها في الحديث الذي تواتر عن النبي ﷺ من قوله: ((إن القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرءوها ما تيسر منه)) ومن حكم إتيانه عليها التخفيف والتيسير على هذه الأمة في التكلم بكتابهم كما خفف عليهم في شريعتهم كالمصرح به في الأحاديث الصحيحة كقوله: ﷺ إن ربي أرسل إلى أن أقرء القرآن على حرف فرددت عليه أن هون على أمتي. ولم يزل يردد حتى بلغ سبعة أحرف.
ومقتضى كلام الداني في منبهته(٤) والشاطبي في عقيلته وكثير من شراحها وابن الجزر في منجده وغيرهم أن الصحف المذكورة كتبت مجتملة على الأحرف السبعة.
(نسخ القرآن في المصاحف وسببه)


الصفحة التالية
Icon