أقول : أخبرت أن لفظ بيوت ثبت بكسر الباء في قراءة قالون في جميع مواضعه في القرآن الكريم سواء كان نكرة منصوبا نحو ﴿ فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتًا ﴾ أم مجرورا نحو ﴿ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ ﴾ أم معرفة بأل نحو ﴿ وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا ﴾ أم معرفة بالإضافة نحو "بيوتكم" "بيوت النبي" وقد استفيد هذا العموم من قولي "كيف جا".
ثم خيرت القارئ لقالون أن يقرأ بالإسكان أو الإخفاء في هذه الكلمات الأربع :
الكلمة الأولى :"نعما" ووقعت في موضعين في القرآن الكريم الأول ﴿ فَنِعِمَّا هِيَ ﴾ في البقرة والثاني ﴿ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ ﴾ بالنساء ولذلك قلت : معا وموضع الإسكان والإخفاء في هذه الكلمة هو عينها ومعنى إخفاء العين إخفاء كسرتها وإخفاء الكسرة عبارة عن النطق بها بسرعة حتى يذهب شئ منها بشرط أن يكون الثابت منها أكثر من الذاهب وقدر بعضهم الثابت من الحركة بثلثيها والذاهب بالثلث ولا يحكم ذلك ويضبطه إلا المشافهة واعلم أن الاختلاس عند القراء مرادف للإخفاء فمعناهما واحد ولذلك عبر بعض المصنفين في القراءات في هذا الموضع بالاختلاس بدلا من الإخفاء والكل صحيح والحاصل أن لقالون وجهين في عين هذه الكلمة إسكانها وإخفاء كسرتها وقد عرفت معنى الإخفاء.
الكلمة الثانية :"يخصمون" في سورة يس في قوله تعالى ﴿ تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ ﴾ قرأها قالون بوجهين أيضا الأول : إسكان الخاء الثاني : لإخفاء فتحتها.
الكلمة الثالثة :"تعدوا" في سورة النساء في قوله تعالى ﴿ لاَ تَعْدُواْ فِي السَّبْتِ ﴾ قرأها بالوجهين السابقين إسكان العين أو إخفاء فتحتها.
الكلمة الرابعة :"يهدى" في سورة يونس في قوله تعالى ﴿ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ ﴾ قرأها أيضا بالوجهين المذكورين إسكان الهاء أو إخفاء فتحتها.


الصفحة التالية
Icon