ثم أمرت بإبدال همز لفظ النبي ياء مع إدغام الياء قبلها فيها وقيدت لفظ النبي بأنه الذي وقع بعده كلمة إن وكلمة إلا فالأول في قوله تعالى ﴿ إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ ﴾ والثاني في قوله تعالى ﴿ لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ ﴾ وكلاهما في سورة الأحزاب ثم بينت أن إبدال الهمز في اللفظ في موضعيه إنما هو في حال الوصل فقط أما في حال الوقف فيقرأ بالهمز على أصل مذهبه في همز لفظ النبي حيث وقع في القرآن وكيف أتى واقتصرت في النظم على الإبدال دون الإدغام حيث قلت وأبدلا ولم أقل مع الإدغام أو نحو ذلك اعتمادا على ما هو مقرر معلوم من أنه إذا اجتمع في كلمة ياءان وكانت الأولى منهما ساكنة والثانية متحركة بأي حركة كانت فلابد من إدغام الثانية في الأولى.
قلت :
وَوَاوَ أَوْ آبَاؤنَا سَكِّن مَعَا وَامْدُدْ أَءُشْهِدُوا بِخُلْفٍ وَقَعَا
أقول : أمر الناظم – أحسن الله عمله وختم بالإيمان أجله – بتسكين واو أو آباؤنا معا أي موضعيها من القرآن الأول في سورة الصافات في قوله تعالى ﴿ أَوَآبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ قُلْ نَعَمْ وَأَنتُمْ دَاخِرُونَ ﴾ والثاني في سورة الواقعة في قوله تعالى ﴿ أَوَ آبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ لَمَجْمُوعُونَ ﴾.
ثم أمر بمد أءشهدوا أي بإدخال ألف الفصل بين همزتيه بخلف ثبت عن قالون وقد علمت في باب الهمزتين من كلمة أن قاعدة قالون تسهيل الهمزة الثانية من الهمزتين الواقعتين في كلمة واحدة سواء كانت مكسورة أم مفتوحة أم مضمومة كما هنا مع إدخال ألف بين الهمزتين قولا واحدا فحينئذ يكون هذا الموضع مستثنى من هذه القاعدة من حيث الإدخال لا من حيث التسهيل لأن قالون يسهل في هذا الموضع قولا واحدا كغيره من المواضع ولكن له الإدخال وتركه فيه أما باقي المواضع فيدخل فيها قولا واحدا.
قلت :


الصفحة التالية
Icon