أقول : خيرت القارئ بين سكون ميم الجمع وصلتها بواو بعد ضمها بشرط أن تقع قبل حرف محرك سواء كان همزا أم غيره نحو ﴿ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللّهِ ﴾ ثم بينت أن الحكم إذا وصل القارئ ميم الجمع بما بعدها أما إذا وقف عليها فليس له إلا إسكانها والله أعلم.
فائدة : إذا اجتمع في آية مد منفصل وميم جمع يكون فيها أربعة أوجه سواء تقدم المنفصل على ميم الجمع أم تأخر عنها فمثال تقدم المنفصل على ميم الجمع قوله تعالى ﴿ والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ ﴾ فعلى قصر المنفصل وجهان في ميم الجمع وهما السكون والصلة وعلى توسطه هذان الوجهان أيضا فيكون في الآية أربعة أوجه وهكذا الحكم في كل آية اجتمع فيها مد منفصل وميم جمع وتقدم المنفصل على ميم الجمع ومثال تقدم ميم الجمع على المنفصل قوله تعالى ﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء ﴾ الآية فعلى سكون ميم الجمع وجهان في المنفصل وهما القصر والتوسط وعلى صلتها هذان الوجهان أيضا وهذا الحكم في كل آية اجتمع فيها ميم جمع ومنفصل وتقدمت ميم الجمع على المنفصل والله أعلم.
- - - - - -
قلت :
قَصْرَ يُؤَدِّهْ نُؤْتِهْ نُصْلِهْ نُوَلْ أَرْجْهُ وَيَتَّقِهْ فَأَلْقِهْ قَدْ نَقَلْ
وَيَأْتِه بِالخُلْفِ وَاقْصُرْ مَا انْفَصَل وَوَسِّطَنْهُ ثُمَّ وَسِّطْ مَا اتْصَلْ
وَبَاقِىَ البَابِ كَحَفْصِهمْ قَرَا وَالمَدُّ أَوْلَى قَبْلَ هَمْزٍ غُيِّرَا
أقول : أخبرت أن قالون قد نقل عن شيخه نافع قصر الهاء في الكلمات السبع :
الأولى :"يؤده" وقد وقعت في موضعين في آل عمران في قوله تعالى ﴿ وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لاَّ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ ﴾ الآية.