أقول : ذكرت في هذا الباب حكم الهمزتان المتلاصقتين الواقعتين في كلمة واحدة والهمزة الأولى منها لابد أن تكون مفتوحة وأما الثانية فتكون مفتوحة نحو "ءأنذرتهم" "ءألد" وتكون مكسورة نحو "أءله مع الله" "أئنك" وتكون مضمومة نحو "أؤنبئكم" "أءنزل" وقد أمرت بتسهيل الهمزة الثانية من الهمزتين من كلمة ولم أقيد بكونها مفتوحة أو مكسورة أو مضمومة فدل هذا الإطلاق على وجوب تسهيلها بأنواعها الثلاثة وقولي : مع المد أي مع إدخال ألف بين الهمزتين وتسمى ألف الفصل ومقدارها حركتان والخلاصة أن قالون يقرأ بتسهيل الهمزة الثانية من الهمزتين المتلاصقتين الواقعتين في كلمة واحدة سواء كانت مفتوحة أم مكسورة أم مضمومة مع إدخال ألف الفصل بينهما.
هذه هي القاعدة العامة لقالون وهناك كلمات خرجت عن هذه القاعدة استثنيتها بقولي : سوى أئمة ونحو آمنتم روى كذاك آلان وشبهها ثم بينت حكمها بقولي : تلا أي قرأ قالون كورشهم في كل ذا أي في جميع ما تقدم وهو أئمة وآمنتم ونحوها وآلان وشبهها.
فأما "أئمة" فقرأها قالون – كورش – بتسهيل الهمزة الثانية بين بين من غير إدخال ألف بينهما وقد وقعت هذه الكلمة في خمسة مواضع في القرآن الكريم موضع في سورة التوبة في قوله تعالى ﴿ فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ ﴾ وموضع في سورة الأنبياء في قوله تعالى ﴿ وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ ﴾ وموضعين في سورة القصص الأولى في قوله تعالى ﴿ ونجعلهم أئمة ﴾ والثاني في قوله تعالى ﴿ وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ ﴾ وموضع في سورة السجدة في قوله تعالى ﴿ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا ﴾.


الصفحة التالية
Icon