وهذا البدر الثالث أبو عمرو بن العلا البصري المازني من بني مازن بن مالك بن عمرو بن تميم بن مر، والصريح هو الخالص النسب وليس في السبعة من أجمع على صراحة نسبه غيره إلا ما لا يعرج عليه فلهذا قال صريحهم وسيأتي الكلام في ابن عامر، ودخل الفرزدق الشاعر على أبي عمرو وهو مختف بالبصرة يعوده فقال فيه، (ما زلت أفتح أبوابا وأغلقها حتى أتيت أبا عمرو بن عمار)، (حتى أتيت امرأ محضا ضرائبه )، ويروي، (ضخما وسيعته مر المريرة حرا وابن أحرار)، (ينميه من مازن في فرع نبعتها أصل كريم وفرع غير حوار)، ويروي ناقص ويروي، (جد كريم وعود غير حوار ) نسبة إلى جده في قوله أبا عمرو بن عمار وهو أبو عمرو بن العلاء بن عمار لأن عمارا كان من أصحاب علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكان لوالده العلا قدر وشرف وكان على طراز الحجاج بن يوسف فاشتهر بسبب الولاية وتقدم أبيه فلهذا صار أبو عمرو يعرف بابن العلا فهذا معنى قول الشاطبي فوالده العلا أي الرجل المشهور المتقدم في زمانه مات أبو عمرو رحمه الله سنة ثمان وأربعين ومائة وقيل سنة أربع أو خمس أو سبع وخمسين ومائة ونقل قراءته خلق كثير أضبطهم لها اليزيدي الذي يذكره الآن
(٣٠)
أَفَاضَ عَلَى يَحْيَى الْيَزيدِيِّ سَيْبَهُ فَأَصْبَحَ بِالْعَذْبِ الْفُرَاتِ مُعَلَّلاَ


الصفحة التالية
Icon