يعني أن هذه الياءات الأربع وإن كان بعدها همزات مفتوحة فقد أجمعوا على إسكانها وليست من جملة التسع والتسعين التي ذكرها وأراد (أرني أنظر إليك)، وأتى به على قراءة ابن كثير والسوسي (و-لا تفتني ألا-اتبعني أهدك-و-إلا تغفر لي وترحمني أكن)، وفائدة ذكره لهذه المواضع الأربعة من بين المجمع عليه أن لا يلتبس المختلف فيه بها لأنها داخلة في الضابط المذكور وهو ما بعده همزة مفتوحة فلولا تنصيصه عليها بالإسكان للكل لظن أنها من جملة العدة فتفتح لمن يفتح تلك العدة فعلم من ذكره لهذا المواضع أن المختلف فيه غيرها مما بعده همزة مفتوحة وكذا يفعل فيما بعده مكسورة ومضمومة فلهذا قال ولقد جلا أي كشف مواضع الخلاف وبينها وفاعل جلا ضمير يرجع إلى الناظم أو إلى المذكور، وقيل يعود الضمير على السكون أي كشف فصاحة هذه اللغة وهي الإسكان بسبب الاتفاق عليه في هذه المواضع وكذا فيما بعده همزة مكسورة أو مضمومة كما يأتي وقد ذكرنا فيم مضى أن أكثر الياءات في غير كلمات الخلاف مسكنة والمجمع على فتحه من ذلك ما قبله ساكن مدغم أو ألف نحو (لدي-و-هداي)، للضرورة أو كان بعده لام التعريف نحو (بلغني الكبر)، حرصا على بيان الياء، وقيل حسن الإسكان في (أرني-أن بعده-لن تراني-و-سوف تراني)، ساكن الياء وفي (تفتني-أن قبله-إيذن لي)، ساكن الياء وأنه محل الوقف وفي (اتبعني-أن قبله-جاءني من العلم)، ساكن الياء وفي (ترحمني-أن قبله-إن ابني من أهلي)، ساكن الياء والله أعلم
(٣٩٢)
ذَرُونِي وَادْعُونِي اذْكُرُونِيَ فَتْحُهاَ (دَ)وَاءٌ وَأَوْزِعْنِي مَعاً (جَـ)ـادَ (هُـ)ـطَّلاَ


الصفحة التالية
Icon