ولو سألت سألا افتراضيا - وإن كنت لا أحب الإجابة على الأسئلة الافتراضية - نفترض أن ابن الجزري رحمه الله تعالى بيننا وسألناه سؤال هل تجد صعوبة في نطق الضاد الآن أم لا ؟ لقال لا ولأجاب الشاطبي والداني ومكي وغيرهم بنفس الجواب أن الضاد لا صعوبة ولا مشقة في نطقها وخاصة من متمرس متصدر للإقراء والتعليم ولكن متى الوقت الذي تكون الضاد فيه أصعب المخارج على القارئ ؟ الجواب هو المبتدئ في القراءة العامي وكذلك غير العربي نعم هؤلاء الضاد في حقهم أصعب وأعسر الحروف في النطق على الإطلاق ويلحق بذلك عوام العرب في الوقت المعاصر والسبب أن علماء الأصوات قالوا أن العاميات المعاصرة العربية لا يوجد في نطقهم الضاد العربية الفصيحة بل تطورت الضاد الفصيحة وصارت مفخم الدال في تلفظهم اليومي لأصوات الكلام... فالله المستعان كيف نقرأ القرآن ونبدل الضاد العربية الفصيحة بمفخم الدال ولكن هذا هو واقع بعض الدول العربية الآن في نطقها للضاد ومنهم من يبدلها ظاءا خالصة فما بالكم بالعجم وغير العربي كيف له أن يحسن النطق بالضاد الفصيحة فهؤلاء ومن على شاكلتهم الضاد أصعب المخارج عليهم أما من تدرب عليها برياضة الفك واللسان معا فهي سهلة ويسرة كباقي الحروف قال ابن الجزري رحمه الله في المقدمة الجزرية :
(( وليس بينه وبين تركه ****** إلا رياضة امرئ بفكه ))


الصفحة التالية
Icon