فما يريد أن يثبته ابن غانم المقدسي أن الضاد الصحيحة هي الظاء وهذا في القرن الحادي عشر الهجري ورد ابن غانم المقدسي في كتابه وخطأ المصريين في نطقهم للضاد والصواب عنده هي صوت الظاء وسنناقش كلامه بعد قليل وجاء من بعده المرعشي التركي في القرن الثاني عشر الهجري وألف كتابه المسمي ( كيفية أداء الضاد ) ويتابع في هذه الرسالة رأي ابن غانم السابق الإشارة إليه في تخطئة نطق المصريين للضاد فسخر الله تركيا آخر ينتصر للمصريين ويرد على المرعشي وابن غانم المقدسي وهو الشيخ محمد بن إسماعيل الأزميري ( ت ١١٦٠ هـ) فألف الأزميري رسالة بعنوان ( الرد على رسالة المرعشي في الضاد ) وخطأ المرعشي لتقريره أن الضاد التي نزل بها القرآن هي صوت الظاء كما زعم المرعشي وابن غانم فجزي الله الشيخ إسماعيل الأزميري خير الجزاء لرده المفحم عليهما والآن نناقش أفكار المقدسي والمرعشي في كتابهما اللذين قالا فيهما أن الضاد التي تصح هي الظاء مع التلخيص لمنهج الكتابين ولنبدأ بكتاب المقدسي المسمى ( بغية المرتاد لتصحيح الضاد )) فإن المقدسي أوضح في كتابه سبب تأليفه الكتاب وبين منهجه حين قال في المقدمة بعد الافتتاح (.. لما رأيت بمحروسة القاهرة التي هي زين البلاد كثيرا من أفاضل الناس فضلا عن الأوغاد يخرجون عن مقتضى العقل والنقل في النطق بالضاد... ثم شاع الإنكار منهم علينا في كل نادٍ بين حاضرة وبادٍ فأردت مع طلب جمع من الإخوان وإشارة من بعض الأعيان أن أزيل الغبن من غير الرشاد... وسميته بغية المرتاد لتصحيح الضاد. وقبل الخوض في المرام لابد من تقرير الكلام وتحرير المقام فليعلم أن أصل هذه المسألة أنهم ينطقون بالضاد ممزوجة بالدال المفخمة والطاء المهملة وينكرون على من ينطقون بها قريبة من الظاء المعجمة بحيث يتوهم بعضهم أنها هي وليس كما توهمه فنقول الكلام في إثبات ما أنكروه منحصر في مقدمة فيما يجب أن نقدمه وفصلين محيطين من الدلائل


الصفحة التالية
Icon