واحتكاكهم بغيرهم من أبناء الأمم والأجناس الأخرى ممن دخلوا في الإسلام وبلغاتهم وفيما ذكره نجد إشارة إلى تفرد أو اختصاص العرب بحرفي ( الحاء و الظاء ) واشتراك العرب مع قليل من غيرهم في ستة حروف هي : العين والصاد والضاد والقاف والطاء والثاء وقد جاءت ملاحظة ابن دريد في كتابه الجمهرة بقوله ج١ ص ٤ ( هذا كتاب جمهرة الكلام واللغة ومعرفة جمل منها تؤدي النظر فيها إلى معظمها إن شاء الله... اعلم أن الحروف التي استعملتها العرب في كلامها في الأسماء والأفعال والحركات والأصوات تسعة وعشرون مرجعهن إلى ثمانية وعشرين حرفا منها : حرفان مختص بهما العرب دون الخلق وهما الحاء والظاء وزعم آخرون أن الحاء في السريانية والعبريانية والحبشية كثيرة وان الظاء وحدها مقصورة على العرب. ومنها : ستة أحرف للعرب ولقليل من العجم وهن : العين والصاد والضاد والقاف والطاء والثاء وما سوى ذلك فللخلق كلهم من العرب والعجم إلا الهمزة فإنها لم تأت من كلام العجم إلا في الابتداء ) اهـ وفي القرن الثامن الهجري نلاحظ تسرب مقولة ابن دريد عن الحروف الستة التي انفردت بكثرة استعمالها للعرب وهي قليلة في لغة العجم ولا توجد في لغات كثيرة منهم ابن الجزري ( ت ٨٣٣ هـ) وقد أصاب التصحيف رسم حرف الطاء المهملة وهو الحرف الخامس من الحروف الستة فرسم بالظاء المعجمة على النحو التالي في التمهيد لابن الجزري ( " وكذا ستة أحرف انفردت بكثرة استعمالها العرب وهي قليلة في لغة العجم ولا توجد في لغات كثيرة منهم وهي : العين والصاد والضاد والقاف والظاء والثاء ) اهـ ويرى بعض الباحثون أن التصحيف قد وقع في الأصل من ابن الجزري وليس من محقق الكتاب ودليله فيما ذهب إليه ما أورده أبو الحسن الصفاقسي في كتابه تنبيه الغافلين نقلا عن الجزري دون عزو إليه من قول الأصمعي السابق الإشارة فقال في التنبيه ص ٣٢ ( اعلم أن لغة العرب أكثر اللغات حروفا فليس في لغة العجم ظاء معجمة


الصفحة التالية
Icon