وروى أيضا عن أحمد بن فرح قال: حدثني ابن أبي بزة بإسناده: أن النبي - ﷺ - أهدى إليه قطف عنب جاء قبل أوانه فأكل منه، فجاء سائل: فقال: أطعمونى مما رزقكم الله، قال: نسلم إليه العنقود، فلقيه بعض أصحابه فاشتراه منه وأهداه للنبي، فعاد السائل إلي النبي - ﷺ - فسأله فأعطاه إياه، فلقيه رجل آخر من الصحابة فاشتراه منه وأهداه للنبي، فعاد السائل فانتهره فانقطع الوحي عن النبي - ﷺ - أربعين صباحا، فقال المنافقون: قلا محمداً ربه، فجاء جبريل - عليه السلام - فقال: اقرأ يا محمد، قال: وما أقرأ، قال: أقرأ: ( والضحى )، فلقنه السورة، فأمر النبي - ﷺ - أبيا لما بلغ ( والضحى) أن يكبر مع خاتمة كل سورة حتى يختم. وهو حديث معضل غريب جدا بهذا السياق، وهو مما انفرد به ابن أبي بزة، وقد كان تكبيره - ﷺ - آخر قراءة جبريل - عليه السلام - وأول قراءته، ومن ثم تشعب الخلاف في محله، فمنهم من قال به من أول ( ألم نشرح ) ميلا إلي أنه لأول السورة، ومنهم من قال: ومن آخر الضحى ميلا إلي أنه لآخر السورة.
وفى التيسير وفاقا لآبى الحسن ابن غلبون كوالده أبي الطيب في إرشاده وصاحب العنوان والهادي والهداية والكافي: أنه من آخر الضحى، وفى المستنير أنه من أول ( ألم نشرح )، وكذا في إرشاد أبى العز، وهو الذي في غالية أبي العلاء، وفى التجريد من قراءة مؤلفه على عبد الباقي، ومنهم من قال به من أول الضحى كأبي على البغدادي في روضته، وبه قرأ صاحب التجريد على الفارسي والمالكي.
وأما قول الشاطبى: وقال به البزى من آخر الضحى وبعض له من آخر الليل وصلا. فتعقبه في النشر بأنه لم يرو واحد التكبير من آخر الليل كما ذكروه من آخر ( والضحى ) ومن ذكره كذلك فإنما أراد كونه في أول ( والضحى ).