"من فضلاء التابعين، بعثه عمر بن عبد العزيز ـ رضي الله تعالى عنه ـ إلى افريقية ليفقههم في الدين، فانتفع به أهل افريقية، وبث فيها علما كثيرا، توفي بالقيروان سنة ١٠٠"(١).
روى عن أبي أيوب الأنصاري وعبد الله بن عمرو بن العاص وعبد الله بن عمر وعقبة بن عامر وفضالة بن عبيد وغيرهم"(٢). ويظهر من كثرة شيوخه ووفرة رواياته أنه كان من أهم أفراد البعثة في هذا الشأن، ولعله قد عاش في افريقية منذ أول الفتح ثم انتدب مع رجال البعثة الرسمية للتعليم والتوجيه، ولهذا زاد عدد الرواة عنه زيادة ملحوظة بالقياس إلى رفاقه، مع تقدم وفاته، ومن الرواة عنه أبو عقيل زهرة بن معبد القرشي وعبيد الله بن هبيرة وعمرو بن سعيد المعافري وإسماعيل بن زيد الأبلي وعبد الرحمن بن زياد بن أنعم وأبو كريب جميل بن كريب المعافري القاضي وزميله في البعثة بكر بن سوادة الجذامي(٣).
ويظهر أنه أخذ القراءة خاصة عن عقبة بن عامر الصحابي الجليل، لأنه يصفه بأنه "كان من أحسن الناس صوتا بالقرآن"(٤)، وقد وقفت له على حديث مسلسل(٥)يرويه عن المنيذر الافريقي.
١٠- موهب بن حي المعافري
"من أهل الفضل والدين، وهو أحد العشرة التابعين، صحب ابن عباس وروى عنه وعن غيره من الصحابة، وسكن القيروان، وبث فيها علما كثيرا، وفيها كانت وفاته"(٦).

(١) - رياض النفوس ١/١٠٠ ترجمة ٣٠.
(٢) - رياض النفوس ١/١-١ وتاريخ رواة العلم بالأندلس لابن الفرضي ١/٣٦٨-٣٦٩ ترجمة ٦٣١.
(٣) - ذكر له المالكي حديثا منثورا في ترجمته منه استنفدنا أسماء بعض الرواة عنه رياض النفوس ١/٩٩-١٠٠.
(٤) - تاريخ الإسلام للذهبي ٢/٣٠٦.
(٥) - حديث مسلسل أكثر رجال سنده أئمة من أهل فاس والمغرب ذكره الشيخ عبد الباقي الأيوبي في كتابه "المناهل المسلسلة " ١٦٣ رقم الحديث ١٥٥.
(٦) - رياض النفوس ١/١١٠ ترجمة ٣٤ ومعالم الإيمان ١/٢١٣.

ونقل ابن الجزري عن أبي بكر بن مسدي أنه ذكر أنه ـ أي ابن صاحب الصلاة ـ هو الذي لقن ابن فيره الرعيني القرآن بحضرة والده ـ قال ابن الجزري: وهذا من تسمحه ـ أي ابن مسدي ـ فإن الشاطبي ولد سنة ثمان وثلاثين، فهو أكبر من ابن صاحب الصلاة بأربع سنين، وكان الشاطبي من أذكى الناس في صغره، فما كان ابن صاحب الصلاة ليسبقه فيحفظ قبله ثم يلقنه، والله أعلم"(١).
قلت: ما ذكره ابن مسدي جائز الوقوع بالنظر إلى احتياج الشاطبي بحكم ضرارته إلى من يساعده في الحفظ والتلقين، فلعل أخذه عن ابن صاحب الصلاة يجري هذا المجرى، فيكون من مشايخه المبكرين.
٧- محمد بن عبد الله بن محمد بن خليل القيسي الاشبيلي أبو عبد الله، سكن فاس كثيرا، ثم مراكش بأخرة (٥٧٠)
ذكره ابن عبد الملك في الرواة عنه في ترجمة ابن خليل وقال: "كان محدثا عالي الرواية متفننا في جملة معارف ماهرا في كل ما ينتحل منها"(٢).
٨- محمد بن جعفر بن أحمد بن خلف بن حميد أبو عبد الله بن حميد ـ بفتح الحاء مكبرا ـ البلنسي
من كبار أصحاب أبي الحسن شريح قرا عليه بالسبع وسمع منه وأجاز له، وقرأ بغرناطة على أبي الحسن بن ثابت الخطيب، وببلنسية على أبي الحسن بن هذيل وتلا عليه بالسبع.." (٣).
قال ابن الجزري: "روى عنه الحروف أبو القاسم الشاطبي سماعا من "كتاب الكافي"... وكان بارعا في علم النحو، مات في جمادى الأولى ٥٨٦، وله ٧٣ سنة"(٤).
وذكر في ترجمة الشاطبي أنه أخذ عنه "كتابه سيبويه" و"الكامل" للمبرد" و"أدب الكاتب" لابن قتيبة وغيرها "(٥).
٩- محمد بن عبد الرحيم بن محمد بن فرج بن خلف أبو عبد الله بن الفرس الأنصاري الغرناطي (٥٠١ـ٥٦٧)
(١) - غاية النهاية ٢/٨٨ ترجمة ٢٨٠٥.
(٢) - الذيل والتكملة السفر ٦/٣٠٥ـ٣٠٦ ترجمة ٧٩٦.
(٣) - ترجمته في الذيل والتكملة ٦/١٤٩ـ١٥١ ترجمة ٣٩٤.
(٤) - غاية النهاية ٢/١٠٨ ترجمة ٢٨٨٩.
(٥) - غاية النهاية ٢/٢٠ ترجمة ٢٦٠٠.


الصفحة التالية
Icon