ومن هذا المنطلق نسوق هذه الأسماء المدرجة في هذه القائمة التي تمثل أهم الرواة عن مالك من أهل افريقية، وإن كنا لا نعني التأكيد منها على كل فرد فرد لتقديم إحصاء شامل عن المحتمل أخذهم للقراءة عن نافع، وغرضنا فحسب أن نلفت النظر إلى تزايد الاهتمام بمذاهب أهل المدينة منذ نهاية النصف الأول من المائة الثانية، وكثافة عدد الطلاب الذين شدوا الرحال في اتجاه المدينة لهذا العهد، لما سيكون لهذا الأمر من أثر عميق وملموس في التحول إلى مذهب مالك وتأصيله في المناطق الافريقية والمغربية، ولما سيكون له بالتبع من تشجيع لقراءة أهل المدينة بالأخذ بها والدعوة إليها، نظرا لوفرة القراء بها من هؤلاء العائدين، ولوصول كثير منهم إلى مواقع النفوذ والتأثير بحيث استطاعوا حمل القراء "الرسميين" عليها بكافة الوسائل كما سيأتي. ونكتفي هنا بسوق أسماء هذه الطبقة الذين تلقوا الرواية عن مالك أو كبار أصحابه ممن كان لهم شأن في نصرة مذهبه ونشره والقيام عليه:
ـ أبو مسعود عبد الرحيم ـ وقيل العباس ـ بن أشرس الأنصاري من أهل تونس، سمع من مالك وابن القاسم(١).
ـ عمر بن سمك بن حميد مولى موسى بن نصير رو عن مالك(٢).
ـ عبد الله بن عثمان الابزاري أبو طالب المعافري سمع من مالك وعبد الله بن فروخ(٣).
ـ عباس بن الوليد الفارسي التونسي، لقي مالكا وكثيرا من المحدثين كانت رحلته مع أسد بن الفرات(٤).
(٢) - ترجمته في طبقات علماء افريقية لأبي العرب ٩٧ ـ ورياض النفوس ١/١٥٣ ترجمة ١٠٢.
(٣) - طبقات أبي العرب ١٠٠ ـ ورياض النفوس ١/٢٥٣-٢٥٤ ترجمة ١٠٣ ـ وترتيب المدارك ٣/٣١٦.
(٤) - ترجمته في رياض النفوس ١/٢٤٨-٢٥١ ترجمة ٩٩ ـ وشجرة النور الزكية لابن مخلوف ٦٢.
فقيه علامة من أصحاب ابن حنين نزيل فاس، له رحلة إلى المشرق أقام فيها خمس عشرة سنة، ولقي من المشايخ فيها الحافظ السلفي وأبا القاسم الشاطبي وغيرهما، وله برنامج ضمنه مشيخته سماه "النجوم المشرقة في ذكر من أخذت عنه من كل ثبت وثقة"، وله مؤلفات أخرى(١).
٢٦- محمد بن محمد بن وضاح أبو بكر اللخمي الاندلسي الشقري بضم المعجمة وسكون القاف خطيب شقر :
تقدم في أصحاب أبي الحسن بن هذيل ـ شيخ الشاطبي ـ أجازه أبو الحسن المذكور وسمع منه التيسير، وحج سنة ٥٨٠ فقرأ الشاطبية على ناظمها أبي القاسم، ثم رجع فكان هو الذي أدخل الشاطبية إلى بلاد الغرب والاندلس ورواها لهم، رواها عنه محمد بن صالح بن أحمد الكناني والحسين بن عبد العزيز بن أبي الاحوص، والحافظ أبو بكر بن مسدي، قال ابن مسدي فيه:
"خلف أباه في الخطابة والإقراء، وحج فتلا بالروايات على الشاطبي وسمع بإجازة أبيه من ابن هذيل وأجاز له، وتوفي في صفر سنة ٦٣٤ وله خمس وسبعون سنة"(٢).
وقد تقدم ذكره في شراح "عقيلة الاتراب".
٢٧- محمد بن يحيى بن علي بن بقاء أبو عبد الله اللخمي من اهل شاطبة يعرف بالجنجالي ويكنى أبا عبد الله
قال في التكملة: "أخذ القراءات عن أبي محمد قاسم بن فيره الشاطبي، قبل رحلته إلى الشرق... توفي في ٢٩ ذي القعدة سنة ٦٠٧(٣).
٢٨- مرتضى بن العفبف جماعة بن عباد بن جابر أبو الذكر المالكي الضرير يعرف بابن الخشاب
كان متصدرا بالجامع العتيق بمصر، أخذ القراءات والشاطبية، عن الشاطبي قرأ عليه محمد بن عبد المنعم الصواف، وروى عنه الشاطبية سماعا الفخر عثمان بن محمد التوزري"(٤).
(٢) - غاية النهاية : ٢/٢٥٧ ترجمة ٣٤٥٠..
(٣) - التكملة ٢/٥٨١ـ٥٨٢ ترجمة ١٥٥٤.
(٤) - غاية النهاية ٢/٢٩٣ ترجمة ٣٥٨٥.