وإمام كهذا كان جديرا بأن تدون تفاصيل حياته العلمية، وأن تذاع أسانيده في القراءة والرواية وتحفظ عن ظهر قلب شأنها شأن أسانيد الأئمة الكبار في عصور الإزدهار، وذلك من شأنه أن يجعل القراءة باختياراته قائمة على ثقة تامة بمقداره وعلم بنبل مشيخته وعلو أسانيده، وأنه كان في عصره فارس الميدان الذي عليه المدار في هذا الشأن.
ولقد طلبت مشيخة ابن بري في عامة ما هو معروف من شروح لأرجوزته بين مختصر ومطول فلم أجد أحدا منهم ذكر غير أبي الربيع ابن حمدون، ثم وقفت على إشارة بعض الباحثين إلى مجموعة من شيوخه انفرد بذكرهم الإسحاقي في رحلته(١)،
(١) - الإسحاقي المذكور هو أبو أحمد سيدي الشرقي بن محمد الإسحاقي الوزير الفقيه صاحب "الرحلة الحجازية" إلى الحرمين الشريفين، وكان في جملة الركب الرسمي الذي حج بايفاد من المولى عبد الله بن إسماعيل العلوي صحبة والدته خناتة بنت بكار بن علي المغافرية انطلاقا من مكناسة عام ١١٤٣هـ.
وتوجد عدة نسخ مخطوطة من رحلته منها واحدة بالقرويين برقم ١٢٥٩ وأخرى بالخزانة الحسنية بالرباط برقم ١١٨٦٧، وقد تعرفت عليها أولا من خلال ما ذكرها عنها الأستاذ محمد بن أحمد الأمراني في بحثه بعنوان "نظرات حول شخصية ابن بري التازي إمام المغاربة في القراءة "- مجلة الإحياء العدد الأول ص ٩٤.
وتوجد عدة نسخ مخطوطة من رحلته منها واحدة بالقرويين برقم ١٢٥٩ وأخرى بالخزانة الحسنية بالرباط برقم ١١٨٦٧، وقد تعرفت عليها أولا من خلال ما ذكرها عنها الأستاذ محمد بن أحمد الأمراني في بحثه بعنوان "نظرات حول شخصية ابن بري التازي إمام المغاربة في القراءة "- مجلة الإحياء العدد الأول ص ٩٤.