وأخذ ابن بري عنه أمر طبيعي اعتبارا بما كان له في المنطقة من شفوف قدر وجمال ذكر وكثرة أصحاب ونبل مشيخة كما مر بنا في العدد الماضي، وقد رأينا أن أهم أشياخه الذين أسند عنهم القراءات هو أبو جعفر بن الزبير، فيكون ابن بري مشاركا له فيه، وبهذا يعلو سنده من هذه الطريق فيساويه فيما قرأ به عليه.
٣- أبو الربيع سليمان بن محمد بن علي بن حمدون الشريشي(ت ٧٠٩) وهو الذي نوه بأخذه "مقرأ نافع" عنه كما ذكر في الأرجوزة.
٤-
مالك بن عبد الرحمن بن علي بن عبد الرحمن أبو الحكم المالقي المعروف بابن المرحل (ت ٦٩٩هـ).
هو الأديب المقرئ اللغوي المشهور، كان يتردد بين سبتة وفاس، وأقام في هذه الأخيرة زمانا، ولعله أخذ عنه خلال هذا المقام بها، وقد انفرد بذكر أخذه عنه الشيخ أحمد بابا السوداني في "كفاية المحتاج"(١).
٥- والده محمد بن علي بن بري التازي، وأخذه عنه ربما كان في المرحلة الأولية من حياته العلمية.
وقد عده بعض الباحثين في مشيخته استئناسا بما جاء في ترجمة ولده عند بعض شراح الدرر من تحليات له كوصفه ب"الشيخ الأفضل" فيما ذكره به أبو عبد الله الخراز في "القصد النافع"(٢)، ووصفه ب"الشيخ الأفضل المتقن البليغ" فيما ذكره به أبو زيد بن القاضي(٣)، فهذه الصفات تدل على مستوى من العلم يمكن أن يكون أبو الحسن قد انتفع به، وذلك ما سوغ لبعض الباحثين عده في شيوخه(٤).
سند أبي الحسن بن بري في قراءة نافع من طريق شيخه أبي الربيع بن حمدون:
(٢) - القصد النافع لبغية الناشئ والبارع في شرح الدرر اللوامع لوحة ٢ مخطوطة خ ح بالرباط رقم ٣٧١٩.
(٣) - الفجر الساطع والضياء اللامع في شرح الدرر اللوامع لوحة ١-٢ م خ ع بالرباط رقم ٩٨٩.
(٤) - الأستاذ محمد بن أحمد الأمراني في "نظرات حول شخصية ابن بري التازي "-مجلة الاحياء العدد ١/٩٤.