وبهذا الإسناد من طريق أبي الربيع تتصل قراءة ابن بري في السبع أيضا، ولا يختص الأمر فيها بمقرأ نافع كما توهمه طائفة من الشراح وفسروا به قوله "حسبما قرأت بالجميع "فظنوه يعني بجميع روايتي ورش وقالون، وقد وقفت في "تقييد طرر على ابن بري" لأبي عبد الله بن مجبر صاحب أبي عبد الله بن غازي على قوله عقب قول ابن بري "بالجميع" :"أي بجميع رواية ورش وقالون، أو بجميع القراءات السبع، وكان أبو الحسن الوهري(١) يفسره بالقول الأول حتى وقف على إجازته في السبع فصار يفسره به"(٢).
ثم وقفت على نسبة ذلك إلى الوهري مرة أخرى عند ابن القاضي في "الفجر الساطع" عند شرحه للبيت وهذه الإضافة قيمة جدا تبين لنا مكانة أبي الربيع بن حمدون وموضعه من أساتذته وأساتذة غيره من أهل تازة ممن شاركوه فيه، لكن الإهمال للتاريخ العلمي قد ذهب بكل ذلك حتى إنه لولا أن ابن بري صرح بأخذه عن هذا الشيخ في أرجوزته لذهب ذكره ونسي اسمه من التاريخ ولحق بأمثاله ممن ذهب ذكرهم فلم يبق منه عين ولا أثر.
وقد استفدنا أيضا من هذه الإشارة أن ابن بري قد تخرج على أبي الربيع في القراءات السبع وأجازه بها وبقيت إجازته له محفوظة حتى اطلع عليها أبو الحسن الوهري من أهل المائة التاسعة.
صلاته العلمية ومكانته :
وإلى جانب هؤلاء العلماء والقراء الذين ذكرناهم في مشيخته فقد كانت له صلات علمية واسعة بأكابر علماء عصره، يدلنا على ذلك ما بقي من الإشارات إلى ذلك في المصادر : وربما كان يعضهم من مشايخه، فمنهم :
(٢) - تقييد طرر وتنبيهات على ابن بري (سيأتي ضمن شروح أرجوزته).