ويهمنا من هذه الآثار أرجوزته العصماء السائرة المعروفة بـ"الدرر اللوامع في أصل مقرأ الإمام نافع"، وسنقوم فيما يلي باستعراض لأهم أبوابها ومحتوياتها، ثم نتبع ذلك برواتها ورواياتها، ثم نردفه بما كان لها من آثار في ساحة الإقراء في زمن ناظمها ثم من بعده عبر العصور التالية، ثم نحاول إمتاع القارئ الكريم بتتبع إشعاعها العلمي من خلال ما كتب عليها من شروح وتقاييد وحواش وطرر، ثم نتبعها بما نشأ حولها من أراجيز في الاستدراك عليه فيها أو التكملات لها بذكر ما سكت عنه من الخلافيات أو أهمله من المباحث أو أوجز القول فيه، إلى غير ذلك مما نظم في "التشهير" أو "التصدير" أو "التتميم" أو "التفصيل" أو غيره مما تعتبر الأرجوزة "البرية" باعثة على نظمه أو موحية به، مما يمكننا من خلاله رصد آثار هذه المدرسة ومتابعة السياق التاريخي الذي قادت فيه المدرسة القرآنية في كافة الجهات والأقطار المغربية من زمن أبي الحسن بن بري وإلى اليوم.
الفصل الثاني :
أرجوزته "الدرر اللوامع في أصل مقرأ الإمام نافع" عرض موجز لأبوابها وأهم محتوياتها وذكر أهم رواياتها ورواتها وقيمتها العلمية والتعليمية في قراءة نافع.
قسم الإمام أبو الحسن بن بري أرجوزته المذكورة إلى مقدمة وأربعة عشر باب وتذييل.
أما المقدمة فقد مهد بها لذكر غرضه من نظمها وبيان موضوعها و... ذكر مستنده فيها ومصادره والمنهج الذي سلكه في ذكر أحكام الأداء ومسائل الوفاق والخلاف بين الروايتين اللتين بنى عليهما أرجوزته.
وأما الأبواب فقد قسمها إلىقسمين : قسم تناول فيه أصول الأداء في الروايتين موضوع الأرجوزة، والقسم الثاني تناول فيه "فرش الحروف"، ثم ختم بالذيل الذي ألحقه بها وتعرض فيه لمخارج الحروف وصفاتها.
وهذه نبذ نقتطفها من مواضع مختلفة من الأرجوزة تقرب إلينا صورة عن عمله، وقد تحاشينا أن نسوق الأرجوزة بكاملها لوفرة نسخها الخطية والمطبوعة في أيدي القراء.


الصفحة التالية
Icon