فصل وأبدل بعد الاستفهام أو سهلن همز وصل اللام لكان أوفق
ثم جاء المارغني فاقترح التعديل بصيغة أخرى فقال: ولو قال:
ومدا أبدل همز وصل اللام أو سهلن بعيد الاستفهام
لأفاد الوجهين(١).
وقال المارغني في قوله في باب الراء:
ولكنها في الوقف بعد الكسر والياء والممال مثل المر
ولو قال الناظم:
وحكمها الترقيق بعد الكسر والياء والممال وقفا فادر
لأفاد المسألة بسهولة(٢).
وسوف يأتي لنا جانب من مثل هذه الاستدراكات عليه عند ذكر ما قام حول أرجوزته من نشاط علمي.
رواة الدرر اللوامع عن ناظمها ابن بري:
لقد عاش أبو الحسن بن بري بعد نظمه لأرجوزته سنة ٦٩٧ ما يربو على ثلاثة وثلاثين عاما لم ينقطع قط عن الساحة العلمية إلا لفترة يسيرة من آخر حياته حين ولي الكتابة الرسمية للدولة - كما قدمنا - بل وربما كان حتى في هذه الأثناء مقصودا في الرواية والأخذ في أوقات الفراغ من العمل الرسمي، وكان هذا مما جعل هذه الأرجوزة تسير بها عنه الركبان، حتى "تداولها الناس في البلدان - كما قال الخراز - وتعاهد درسها الكهول والولدان"(٣).
ولا شك أن هذا التداول والتعاهد كان مدعاة إلى طلب روايتها بالسماع والقراءة على ناظمها في حياته، مما يمكن معه أن تشيع وتذيع رواياتها عنه على أيدي العشرات ممن يكونون قد سمعوها منه أو عرضوها عليه خلال مقامه بتازة أو عند حلوله بفاس ولا سيما بعد أن تصدر لتدريسها بالقرويين. ولذلك فلا مطمع في الوصول إلى إحصاء تام أو قريب من التام لجمهور من سمعها أو عرضها عليه من الطلاب، وإنما سنكتفي بالتنويه بأسماء طائفة من الأعيان الذين عرفوا بصحبته ورواية الأرجوزة عنه، ونبتدئ منهم بصفة خاصة بأسماء الأربعة الذين اعتمدوا في رواياتها المشهورة ممن عنوا بتحقيقها عناية. ورواها عنهم الجم الغفير في المغرب والأندلس.
(١) النجوم الطوالع للمارغني ٢٨.
(٢) المصدر نفسه ١٤٩.
(٣) سيأتي في مقدمة القصد النافع للخراز.


الصفحة التالية
Icon