وممن انتشر الإسناد عنه من طريق أبي الحجاج المكناسي، الإمام أبو عبد الله محمد بن محمد القيجاطي - حفيد أبي الحسن القيجاطي صاحب التكملة وشيخ الإمام المنتوري -، ومن طريق القيجاطي الحفيد هذا رواها. الإمام المجاري الأندلسي فقال في برنامجه: "قرأت جميعه عليه تفقها بلفظي، وسمعته مرة ثانية بلفظ غيري، وحدثني به عن الشيخ المسن الراوية أبي الحجاج يوسف بن علي السدوري المكناسي قراءة عليه، عن ناظمه سماعا عليه بالجامع الأعظم من مدينة فاس"(١).
٣- محمد بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم أبو البركات البلفيقي وبه يعرف كما يعرف بابن الحاج قاضي الجماعة بغرناطة وأحد الأعلام (٦٨٠-٧٧١).
تقدم ذكره في أصحاب أبي الحسن بن سليمان وأبي الحسن القيجاطي وغيرهما، وكان مولعا بالتنقل للقاء المشيخة وطلب الإسناد العالي حتى روى عن الكبار في المغربين الأقصى والأوسط وحواضر الأندلس، وكانت روايته عن أبي الحسن علي بن سليمان كما تقدم سنة ٧٢٦هـ(٢)، فلا يبعد أن يكون سماعه للدرر من أبي الحسن بن بري خلال هذا العهد، وذلك لاتفاق عامة شراح الدرر على أن روايته كانت هي الأخيرة بالقياس إلى باقي الروايات المشهورة.
وقد انتشرت الرواية عنه بالأندلس كما انتشرت بالمغرب على السواء، وكان كثير التردد بينهما وربما سفر بين ملوك المغرب والأندلس كما يفهم ذلك من قول ابن خلدون وهو من تلامذته(٣).
فممن رواها عنه من المغاربة الراوية الكبير أبو زكريا يحيى بن أحمد السراج، وقد أسندها الشيخ ابن غازي من هذه الطريق(٤).

(١) برنامج أبي عبد الله المجاري ٩٦-٩٧ ترجمة ٢.
(٢) ينظر في ذلك غاية النهاية ١/٥٤٤ ترجمة ٢٢٢٩.
(٣) التعريف بابن خلدون ٦٣.
(٤) فهرسة ابن غازي ٩٩.


الصفحة التالية
Icon