هكذا ذكر اسمه في مطلع أرجوزته المعروفة عند الشناقطة ب"احمرار الأوعيشي"، والمراد عندهم بلفظ الاحمرار "التعليق" أو "الطرة"، وهذه التسمية مأخوذة من واقع الأسلوب الذي كان متبعا في التعليق على المصنفات بكتابة ما زاد على متونها بالأحمر تمييزا له عن الأصل المخطوط عادة بالسواد(١).
وصاحب الاحمرار هذا هو نفسه صاحب إرشاد القارئ والسامع لكتاب الدرر اللوامع الآنف الذكر، وهو لأحميدتي (أحمد بن الطالب محمود بن عمر أيد وعيشي نسبه إلى قبيلة "ادوعيش" الموريتانية) وقد اشتهر هذا الاحمرار، وكان من المواد المعتمدة في القراءة والتجويد، وقد ذكر الأستاذ الخليل النحوي نموذجا لمكتبة شنقيطية بدوية قال: "كانت موجودة في مطلع القرن العشرين، وهي مكتبة سيدي محمد ابن الشيخ أحمد بن سليمان، وضع لها صاحبها فهرسا بأمر من السلطات الفرنسية"، ثم ذكر محتوياته فذكر فيه مما كان مستعملا عندهم من كتب "تجويد القرءان العظيم "منظومة ابن بري وشرحها(٢)، ونص ابن بري ممزوجا باحمرار الأوعيشي(٣).

(١) أشار إلى هذا الأستاذ الخليل النحوي في كتابه "بلاد شنقيط - المنارة والرباط ١٤٨-١٤٩ فقال: "صنع الشناقطة الحبر واستخدموه بألوان شتى.. والحبر الأحمر أكثر ما يستخدمون بعد الحبر الأسود وهم يستخدمون الأحبار الملونة في كتابة المتن تمييزا له عن الشرح، وفي الطرر خاصة، وقد اتخذوا الألوان أعلاما على بعض المتون لالتزامهم إياها في كتابتها، فقد أكمل المختار بن بونة "ألفية ابن مالك" بنظم استدرك فيه ما لم تتضمنه الألفية، وتضمنه "التسهيل"، ولتداخل أبيات النظمين ميزوا بينهما بلون الحبر، فكانوا يكتبون "ألفية بن مالك" بالحبر الأسود، وزيادات ابن بونة بالأحمر، ويسمون هذا "الاحمرار".
(٢) لم يذكر هنا اسم الشرح المراد، وقد ذكرناه في الشروح التي ظهرت بموريتانيا والغالب أنه شرح محلي.
(٣) بلاد شنقيط - المنارة والرباط ١٥٥.


الصفحة التالية
Icon