قيمتها العلمية والتعليمية :
وتعتبر أرجوزة أبي الحسن بن سليمان من أهم إسهاماته في خدمة قراءة نافع ودراسة أصولها والتنبيه على مسائل الخلاف بين رواياتها وطرقها، كما تعتبر مع أرجوزة "الدرر اللوامع" من أهم بواكير الإنتاج المغربي في المدرسة الأصولية الجديدة في هذا الطور إلى جانب أرجوزة ابن آجروم المسماة ب"البارع في قراءة نافع".
ولم يؤرخ لنا أبو الحسن نظمه لهذه الأرجوزة حتى نعلم تقدمه على ابن بري أو تأخره، وكذا على ابن آجروم وكلاهما نظم أرجوزته سنة ٦٩٦ هـ كما تقدم، ولو أنه أمدنا بذلك ليسر علينا تحديد الريادة لمن هي في هذا الصدد، إلا أنه لم يفعل، فيبقى الإحتمال دائرا وبينه وبين من ذكر، وإن كان قد تتلمذ عليه أبو الحسن بن بري كما سيأتي، ولا يبعد أن يكون ابن آجروم أيضا وإن كان قد توفي قبله بثمان سنوات.
ومهما يكن فقد كانت لأرجوزته مكانتها في هذا الطور من تاريخ المدرسة الأصولية المغربية الناشئة، وقد رأيناه من خلالها وفيا لمدرسة أبي عمرو الداني يجعل عمدته فيها "كتاب التعريف" لا يكاد يخرج عنه، ومن هنا كانت الأرجوزة في طليعة القصائد والرجزيات التي نظمت في "العشر النافعية" كلا أو بعضا على مذهب أبي عمرو كما أنها كانت من خلال بعض الشروح التي وضعت عليها مجالا فسيحا للدراسة المقارنة للروايات والطرق في اتفاقها واختلافها في هذه القراءة.
بعض شروح الأرجوزة :
ويظهر أن الأرجوزة قد كانت مجالا لأقلام عديدة تولت شرح مقاصده فيها، وقد وقفت منها على اثنين :


الصفحة التالية
Icon