ويعتبر طريق أبي العباس الزواوي عن شيخه أبي الحسن بن سليمان عن شيخه أبي جعفر بن الزبير أشهر طريق عند المغاربة في قراءة نافع، وينافسه فيه عن أبي الحسن وابن الزبير طريق أبي عبد الله بن عمر اللخمي الذي عاش بعد أبي الحسن قرابة سبعين عاما- كما سيأتي في ترجمته- كما ينافسه طريق ابن حدادة عن أبي الحسن وابن الزبير أيضا، ولكن مع علو طريقيهما بالنسبة لطريقه عند من أخذ عن الآخذين عنهما، فإن الإسناد من طريقه أكثر، وأئمة الإقراء من زمنه لا يكادون يسندون إلا من هذه الطريق، وعلى الأخص في روايتي ورش وقالون، كما نجد ذلك في فهرسة ابن غازي، ثم في إجازة ابن القاضي وأبي عبد الله البوعناني وفهرسة أبي العلاء المنجرة وابنه أبي زيد وغيره كما سيأتي لنا في طرق المغاربة بحول الله.
أهم الرواة عنه :
عاصر أبو العباس الزواوي أخصب الفترات من تاريخ الدولة المرينية في المغرب، ويظهر من إدراكه لأبي الحكم مالك بن المرحل (ت ٦٩٩هـ) وروايته عنه أنه يوم وقوع النكبة التي هلك فيها كان في نحو السبعين، وقد كانت على الصحيح بتاريخ ثامن ذي القعدة الحرام سنة ٧٤٩هـ(١).
ومعنى هذا أنه قضى في مشيخة الإقراء عدة عقود من الزمان، وعلى الأخص بعد وفاة شيخه الجليل وعمدته أبي الحسن بن سليمان سنة ٧٣٠هـ، وهذه أسماء بعض الذين وفقنا على روايتهم عنه باختصار :
١- أحمد بن مسعود بن غالب أبو العباس البلنسي المعروف بابن الحاجة.