ترجم له أبو زكريا السراج بقوله "ومنهم- رضي الله تعالى عنهم- الشيخ الفقيه الشريف المعظم الموقر العدل المبرز الأكمل أبو عبد الله محمد ابن الشيخ الشريف الجليل الحسيب الأصيل المرحوم أبي حامد أحمد... أخذ عن الخطيب المحدث أبي عبد الله بن رشيد وأجاز له، وعن الأستاذ المقرئ أبي الحسن علي بن سليمان، وأجاز له إجازة عامة، وقفت على خطيهما له بذلك"(١).
ثم ذكر السراج أنه قرأ عليه وسمع، وأجاز له إجازة عامة، وأرخ سماعه عليه عام ٧٧٠هـ. وذكره ابن زيدان في "الإتحاف" بنحو ما تقدم وقال :"توفي ببلده مكناسة الزيتون، وغالب الظن أن وفاته كانت أواخر القرن الثامن"(٢).
١٣- محمد بن أحمد بن عبد الملك الفشتالي.
إمام من خيار رجال هذه المدرسة، ترجم له صاحبه أبو زكريا السراج في مشيخته فقال :"ومنهم رضي الله عنهم- الشيخ الفقيه الخطيب البليغ المدرس العالم المتفنن الصدر الأوحد قاضي الجماعة محمد بن أحمد بن عبد الملك الفشتالي، كان- رحمه الله- عالما بالفقه، مشاركا في غيره من العلوم أخذ
عن الشيخ الأستاذ الأعرف الراوية الأشهر أبي الحسن علي بن سليمان، سمع منه حديث الرحمة المسلسل(٣) بالرواية(٤) بشرطه".
(٢) - اتحاف أعلام الناس ٣/٥٨٥.
(٣) - يعني قوله عليه الصلاة والسلام - "فيما رواه عبد الله بن عمرو بن العاص-رضي الله عنهما- قال :"الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء "وهو أول حديث صدر به الإمام ابن غازي في فهرسته من طريق أبي محمد بن مسلم الفصري الآنف الذكر، وقال : ولأبي محمد بن مسلم فيه طرق غير هذه"- فهرسة ابن غازي ٣٤-٣٥.
(٤) -كذا في فهرسة السراج المخطوطة، ولعل الصواب "المسلسل"بالأولية"، لأن التسلسل قائم فيه على قول الراوي بعد ذكر سماعه من شيخه :" وهو أول حديث سمعته منه".