فابن حدادة هذا هو غير أبي عمران موسى بن محمد بن موسى بن أحمد الآنف الذكر، وإن كان كل منهما شيخا له، وقد ذكرهما البوعناني معا في إجازته المذكورة للشرقي، إلا أنه أسند عن أبي عمران القراءة من طريق ابن القصاب وأبي إسحاق إبراهيم الغافقي وأبي الحسن بن سليمان وأبي القاسم محمد بن عبد الرحمن المعروف بابن الطيب بسبتة وأبي الحسين ابن أبي الربيع وأبي عمران بن عبد الملك الشريشي(١)، ولم يسند عن أبي العباس بن حدادة هذا فيما ذكر في الإجازة سوى الشاطبية، وما يزال في النفس شيء من الشك في كون أبي عبد الله بن عمر يروي عن رجلين يقال في كل منهما الشهيربابن حدادة، وعلى الأخص إذا اعتبرنا أن ابن الجزري إنما ذكر في ترجمته موسى بن محمد أي: أبا عمران، ولم يذكر من مروياته عنه سوى "الشاطبية"، أي الأثر الوحيد الذي ذكر البوعناني أنه رواه عن أبي العباس بن حدادة المذكور،(٢) يضاف هذا أيضا إلى أن كتب التراجم لا تذكر- فيما وقفت عليه- إلا أبا عمران موسى بن محمد، ولم أقف لأبي العباس المذكور على وجود في غير هذه الإجازة.
وقبل أن نطوي ملف أبي عبد الله بن عمر نسوق مروياته من كتب القراءات عن شيخه أبي الحسن بن سليمان مما رواه عنه الإمام المنتوري في فهرسته :
١- كتاب التيسير لأبي عمرو الداني من رواية أبي الحسن بن سليمان عن أبي عمر بن حوط الله بسنده(٣).
٢- "القصيدة الشاطبية" "حرز الأماني" من روايته عن أبي علي الحسين بن عبد العزيز بن أبي الأحوص الجياني(٤).
٣- شرح الشاطبية (الشرح الصغير لحرز الأماني) لعلم الدين السخاوي من روايته عن محمد بن الحسين بن رزين(٥).
(٢) - وقد أسند ابن غازي أيضا من طريق السراج هذه الرواية للشاطبية في فهرسته ٣٨-٣٩.
(٣) - فهرسة المنتوري لوحة ٥.
(٤) - لوحة٦.
(٥) - لوحة ٧.