فالمراد هنا: طول زيادة حروف المد واللين أو اللين فقط عن مقدارها الطبيعي الذي لا تقوم ذواتها بدونه.
[٧- القصر]
والقصر لغة الحبس، ومنه حور مقصورات في الخيام، أي محبوسات فيها.
واصطلاحا: إثبات حروف المد واللين أو اللين فقط من غير زيادة عليها.
[٨- التوسط]
والتوسط حالة بين المد والقصر.
[أشكال المد وصفته ومخرجه وحروف اللين]
والأصل هو القصر لعد احتياجه إلى سبب، والمد والتوسط فرعان عنه لاحتياجهما إلى سبب.
وقد يطلق المد على إثبات حرف المد والقصر على حذفه.
واللين في اللغة: ضد الخشونة،
وفي الاصطلاح: خروج الحرف من غير كلفة على اللسان.
والمد واللين وصفان لازمان للألف من غير شرط لأنها لا تكون إلا ساكنة ولا يكون ما قبلها إلا مفتوحا.
ويكونان في الواو والياء بشرط أن تكونا متولدتين عن حركة تجانسهما بأن يكون قبل الواو ضمة وقبل الياء كسرة.
وتسمى هذه الثلاثة عند القراء بحروف المد واللين، لأنها تخرج بامتداد ولين من غير كلفة على اللسان، لاتساع مخرجها، فإن المخرج إذا اتسع انتشر الصوت فيه وامتد ولان. وإذا ضاق انضغط فيه الصوت وصلب.
وكل حرف مساو لمخرجه إلا هي، فلذلك قبلت الزيادة وأمكن فيها التطويل والتوسط بخلاف غيرها من الحروف، وأما إذا لم تكونا متولدتين عن حركة تجانسها بأن وقعتا ساكنتين إثر فتح نحو: شيء وبيت وخوف وسوء، فيقال لهما: حرفا لين فقط.
ثم إن في حروف المد واللين مدا أصليا. وفي حروف اللين فقط مدا ما، يضبط كل منهما بالمشافهة، والإخلال بشيء منهما لحن، وهذا معنى قول مكي: في حروف اللين من المد بعض ما في حروف المد، وقد نص عليه سيبويه،
ويصدق اللين على حروف المد بخلاف العكس، لأنه يلزم من وجود الأخص وجود الأعم، ولا ينعكس وإن اعتبر قبول اللين المد تساويا في صدق الاسم عليهما، وعلى هذا فكل من حروف المد وحرفي اللين يصدق عليها حروف لين على الأول، وحروف المد على الثاني، وحروف مد ولين عليهما، ولكن الاصطلاح أن حرف المد ما قبله حركة مجانسة، كما تقدم. وحرف اللين هو: ما قبله فتحة. فعلى هذا الاصطلاح بينهما مباينة كلية من كل وجه، وكل من وقع في عبارته حروف مد ولين إنما هو بالنظر للمعنى الأخير، والله أعلم.