وأصل ورش الصغرى
وأصل حمزة والكسائي وخلف ويعقوب وابن عامر وعاصم الكبرى
وقالون وأبو عمرو مترددان بين الأصلين
وأما ما يمال
فتقع الإمالة في الألف والهاء والراء، يعنون ترقيقها كما سيأتي، وسيأتي تفصيل ما يميله كل القراء الثمانية المميلين في الخاتمة إن شاء الله تعالى.
١٩- ٢١ الترقيق والتفخيم والتغليظ
الترقيق من الرقة بمعنى النحافة
فهو عبارة عن نحول يدخل على جسم الحرف فلا يملأ صداه الفم، فهو ضد التفخيم والتغليظ وقد يطلق على الإمالة بنوعيها كما مر.
والتفخيم من الفخامة، وهي العظمة والكبر
فهو عبارة عن سمن يدخل الحرف فيمتلئ الفم بصداه
وقد اصطلحوا على استعمال التفخيم في الراء، والتغليظ في اللام
وهل الأصل في الراء التفخيم، فلا ترقق إلا لسبب أو أنها عرية عن وصفي الترقيق فتفخم لسبب وترقق لآخر؟
ذهب الجمهور إلى الأول، واحتج له بأن كل راء غير مكسورة فتفخيمها جائز وليس كل راء فيها الترقيق وبكونها متمكنة في ظهر اللسان فقربت بذلك من الحنك الأعلى فأشبهت حروف الإطباق، وبأنها حرف فيه تكرير، فإن كانت مفتوحة كان فتحها بمثابة فتحتين،
وذهب جماعة إلى الثاني، قال في النشر: والقولان محتملان اهـ
وأما اللام
فالأصل فيها الترقيق ولا تغلظ إلا لسبب هو مجاورتها حرف الاستعلاء وليس تغليظها حينئذ بلازم بل ترقيقها إذا لم تجاور حرف الاستعلاء لازم، وتغليظ اللام تسمينها لا تسمين حركتها وبه صرح الداني.
وقد عبر قوم عن ترقيق الراء بالإمالة بين بين كالداني، وبعض المغاربة، كما عبر قوم بالترقيق عن الإمالة وبالتفخيم عن الفتح ومنه قول الشاطبي:
وقد فخموا التنوين وقفا ورققوا*** وتفخيمهم في النصب أجمع أشملا
وهو تجوز لاختلاف حقيقتيهما، وأيضا يمكن النطق بالراء مرققة غير ممالة، ومفخمة ممالة.
وقال الداني في التجريد: (الترقيق في الحرف دون الحركة، والإمالة في الحركة دون الحرف إذ كانت لعلة أوجبتها، وهي تخفيف كالإدغام سواء) اهـ
وهو حسن جدا.
٢٢- ٢٣ الاختلاس والإخفاء
قيل هما مترادفان، وقيل الاختلاس عبارة عن الإسراع بالحركة إسراعا يحكم السامع أن الحركة قد ذهبت، وهي كاملة في الوزن.
وقيل هو: عبارة عن النطق بثلثي الحركة،
والصحيح أنهما مترادفان وأنهما عبارة عن النطق بثلثي الحركة، ولذا عبروا بكل منهما عن الآخر، وربما عبروا بالإخفاء عن الروم توسعا كما فعلوا في تأمنا بيوسف، وقد يعبر به عن النطق بالحرف بحالة بين الإظهار والإدغام كما مر.