هو الوقف على كلمة لم يتعلق ما بعدها بها، ولا بما قبلها لفظا، بل معنى فقط
كقوله: أم لم تنذرهم لا يؤمنون،
لأنها مع ما بعدها، وهو ختم الله متعلق بالكافرين.
وهو كالتام في جواز الوقف عليه والابتداء بما بعده.
٣- والحسن
هو الوقف على كلمة تعلق ما بعدها بها أو بما قبلها لفظا فقط
كالوقف على الحمد لله.
فيوقف عليه بشرط تمام الكلام عند تلك الكلمة، ولا يحسن الابتداء بما بعده للتعلق اللفظي، إلا أن يكون رأس آية، فإنه يجوز في اختيار أكثر أهل الأداء لما سيأتي.
٤- والقبيح
هو الوقف على لفظ غير مفيد، لعدم تمام الكلام. وقد يتعلق ما بعده بما قبله لفظا ومعنى.
كالوقف على بسم من بسم الله.
إذ لا يعلم إلى أي شيء أضيف،
أو على كلام يوهم وصفا لا يليق به تعالى.
وقالت طائفة منهم ابن الأنباري إنها ثلاثة : تام وحسن وقبيح
١- فالتام
هو الذي يحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده، ولا يكون بعده ما يتعلق به
كالوقف على وأولئك هم المفلحون
٢- والحسن
هو الذي يحسن الوقف عليه، ولا يحسن الابتداء بما بعده
كقوله : الحمد لله، لأن الابتداء برب العالمين لا يحسن لكونه صفة لما قبله
٣- والقبيح
هو الذي ليس بتام ولا حسن
كالوقف على بسم من بسم الله
وقال آخرون: تام مختار، وكاف جائز، وقبيح، وهو قريب مما قبله.
وقال السجاوندي وجماعة من المشارقة: الوقف (يعني الاختياري) على خمس مراتب:
لازم، ومطلق، وجائز، ومجوز لوجه، ومرخص ضرورة.
١- فاللازم
ما لو وصل طرفاه غيّر المراد
نحو قوله: وما هم بمؤمنين
يلزم الوقف هنا إذ لو وصل بقوله "يخادعون الله"، توهم أن الجملة صفة لقوله "بمؤمنين"، فالنتفى الخداع كما تقول ما هو بمؤمن مخادع
٢- والمطلق
هو ما يحسن الابتداء بما بعده
كالاسم المبتدأ به، والفعل المستأنف، ومفعول المحذوف، والشرط، والاستفهام، والنفي.
٣-والجائز
ما يجوز فيه الوصل والفصل لتجاذب الموجبين من الطرفين.
نحو: "ما أنزل من قبلك"، فإن واو العطف تقتضي الوصل، وتقديم المفعول يقطع النظم. فإن التقدير: ويوقنون بالآخرة.
٤-والمجوز لوجه
نحو: "أولئك الذين اشتروا الحيوة الدنيا بالآخرة"، لأن الفاء في قوله "فلا يخفف عنهم" تقتضي التسبب والجزاء، وذلك يوجب الوصل، وكون لفظ الفعل على الاستئناف يجعل للفصل وجها.
٥-والمرخص ضرورة
ما لا يستغني ما بعده عما قبله، لكنه يرخص لانقطاع النفس وطول الكلام، ولا يلزم الوصل بالعود لأن ما بعده جملة مفهومة


الصفحة التالية
Icon