المبحث الثاني: أهمية الدعوة إلى التمسّك بالقرآن الكريم.
أرسل الله تعالى نبيه المصطفى، ورسوله المجتبى محمدا صلى الله عليه وسلم، بخاتمة الرسائل، وآخر الدعوات، وأنزل معه الكتاب الكريم ليكون للعالمين نذيراً،
وهادياً ودليلاً، وسراجاً منيراً. وأمر الله تبارك وتعالى الناس بالتمسك بكتابه الكريم وحفظه، والعناية به، وعدم تفريطه، أو التهاون فيه. قال تعالى: ﴿فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ (الزخرف: ٤٣).
يقول ابن جرير الطبري في تفسيره للآية الكريمة:
((يقول تعالى ذكره لنبيّه محمد صلى الله عليه وسلم: فتمسّك يا محمد بما يأمرك به هذا القرآن الذي أوحاه إليك ربك، ﴿إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ ومنهاج سديد، وذلك هو دين الله الذي أمر به، وهو الإسلام (١)) ).
وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره لهذه الآية الكريمة:
((أي: خذ بالقرآن المنزل على قلبك فإنه هو الحق وما يهدي إليه هو الحق المفضي إلى صراط الله المستقيم، الموصل إلى جنات النعيم، والخير الدائم المقيم)) (٢).
ويقول الفخر الرازي في تفسيره لهذه الآية الكريمة:
﴿فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ﴾ : بأن تعتقد أنه حق، وبأن تعمل بموجبه، فإنه الصراط المستقيم الذي لا يميل عنه إلا ضال في الدين (٣).
(٢) تفسير ابن كثير ٤/١٢٨.
(٣) التفسير الكبير للفخر الرازي ٩/٦٣٤.