حفظ هذا الكتاب بقي مصوناً على الأبد محروساً من الزيادة والنقصان ، وقيض الله له العلماء الراسخين يحفظونه، ويذبون عنه إلى آخر الدهر (١).
ولا ريب أن من الوسائل المفيدة لحفظ القرآن في الصدور انتشار حلقات تحفيظ القرآن الكريم في المساجد، وتربية الناشئة على ذلك، وتنشئتهم عليه منذ الصغر.
ومن وسائل حفظه كذلك إنشاء المدارس، والأقسام، والكليات التي تعنى بالقرآن الكريم وعلومه، والدراسات المتعلقة به مثل: كلية القرآن الكريم والدراسات الإسلامية في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، التي تقوم بدور هام وعظيم في تخريج الحفاظ العالمين، وكذا تعنى بالدراسات المتعلقة بالقرآن الكريم كعلوم القراءات والتفسير.
أما طرق حفظ القرآن الكريم في السطور فإن وسائل الطباعة الحديثة، والتقنية العلمية المتطورة قد ساهمت في ذلك.
ومن الشواهد العظيمة للعناية بحفظ القرآن الكريم هو ما قامت به المملكة العربية السعودية من إنشاء (مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف)
الذي وضع لبناته الأولى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله في ١٦ محرم ١٤٠٣هـ‍ بالمدينة المنورة، وبدأ الإنتاج الفعلي في ٦ صفر ١٤٠٥هـ‍ (٢). ويقوم المجمع بطبع ملايين النسخ من المصحف الشريف طباعة صحيحة مراجعة خالية من أي عيب والحمد لله، ثم توزع في الداخل والخارج، وقد استفاد المسلمون في أقطار الأرض كافة من هذه الخدمة العظيمة، أجزل الله المثوبة لأولياء الأمور ووفقهم لخدمة كتابه العزيز.
(١) انظر: تفسير الخازن ٣/٤٩٦-٤٩٧.
(٢) انظر: الأنشطة الدعوية في المملكة العربية السعودية، د. صالح بن غانم السدلان ص ٢٥٤-٢٥٥.


الصفحة التالية
Icon