ومن أنواع الأجر الذي يتحصل عليه قارئ القرآن أن له بكل حرف حسنة والحسنة بعشر أمثالها، وهذا فضل وخير ولطف من الله تعالى بهذه الأمة، التي هي خير الأمم.
فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول ألم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه (١).
يقول الحافظ المباركفوري في تعليقه على المقصود بالحرف الوارد في الحديث: والحرف يطلق على حرف الهجاء، والمعاني، والجملة المفيدة، والكلمة المختلفة في قراءتها، وعلى مطلق الكلمة (٢).
وأما الأجر المتحصل لقارئ القرآن يوم القيامة فهو عظيم وجزيل.
فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، عن النبي ﷺ قال: يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتِّل كما كنت ترتّل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرأ بها. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح (٣).
ومن فضائل قارئ القرآن الكريم التي ينفرد ويتميزّ بها عن الناس أنه مرافق للملائكة الكرام البررة.
(٢) تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي، للإمام المباركفوري ٨/١٨٢.
(٣) سنن الترمذي ٥/١٧٧ كتاب فضائل القرآن، باب ١٨ (رقم ٢٩١٤)، وقال الشيخ الألباني: حسن صحيح. انظر: صحيح سنن الترمذي ٣/١٠ (رقم ٢٣٢٩).