يقتصر على نفسه، أو المراد مراعاة الحيثية لأن القرآن خير الكلام فمتعلمه خير من متعلم غيره بالنسبة إلى خيرية القرآن، وكيفما كان فهو مخصوص بمن علم وتعلم بحيث يكون قد علم ما يجب عليه عيناً (١).
وقد كان سلف الأمة الصالح يتعاهدون القرآن الكريم علماً وتعلّماً وتعليماً، وكانت لهم في ذلك عناية ورعاية خاصة، ومن آثارهم الدالة على ذلك.
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: إن كل مؤدب يحب أن يؤتى أدبه، وإن أدب الله تبارك وتعالى القرآن (٢).
وعن الأعمش قال: مر أعرابي بعبد الله بن مسعود رضي الله عنه وهو يقرئ قوماً القرآن، أو قال: وعنده قوم يتعلمون القرآن، فقال: ما يصنع هؤلاء؟ فقال ابن مسعود: يقتسمون ميراث محمد ﷺ (٣).
وعن عمرو بن قيس السكوني قال: سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص- رضي الله عنهما - يقول: عليكم بالقرآن، فتعلموه وعلموه أبناءكم، فإنكم عنه تسألون، وبه تجزون وكفى به واعظاً لمن عقل (٤).
ومن آثار السلف الصالح الدالة على حث الناس على تعلَّم القرآن وتعليمه ومن ثم حصول الأجر والخير والمثوبة.
قول كعب: عليكم بالقرآن، فإنه فهم العقل ونور الحكمة، وينابيع العلم، وأحدث الكتب بالرحمن عهداً، وقال في التوراة: يا محمد، إني منزل عليك توراة حديثة، تفتح بها أعيناً عمياً، وآذاناً صُماً، وقلوباً غُلفاً (٥).
(٢) فضائل القرآن ومعالمه وآدابه، لأبي عبيد القاسم بن سلام ١/٢٤١، وانظر الأثر في سنن الدارمي ٢/٨٩١.
(٣) فضائل القرآن ومعالمه وآدابه، لأبي عبيد القاسم بن سلام ١/٢٤١.
(٤) المصدر السابق ١/٢٤٣.
(٥) سنن الدارمي ٢/٨٩١.