يسن في حقه أن يكبّر عند ختم كل سورة فيبتدئ بالتكبير من آخر سورة الضحى، فقد روي حديث التكبير عن البرري قال: سمعت عكرمة بن سليمان يقول : قرأت على إسماعيل بن عبد المكي فلما بلغت والضحى قال لي كبّر عند خاتمة كل سورة حتى تختم، وإسماعيل قرأ على عبدالله وأمره بالتكبير وهكذا إلى أن قرأ أبي بن كعب على النبي ﷺ وأمره بالتكبير، ويسن في حق القارئ إذا وصل إلى آخر سورة الناس أن يقرأ الفاتحة ومن أول البقرة إلى قوله تعالى:( وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )، فقد روى ابن عباس عن أبي بن كعب رضي الله عنهما عن النبي ﷺ أنه كان إذا قرأ :(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) افتتح من الحمد ثم قرأ من البقرة إلى :( وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )، وروي عن ابن عباس رضي الله عنه أن رجلاً قال يا رسول الله أي الأعمال أفضل قال : عليك بالحال المرتحل ؟ قال : صاحب القرآن كلما حل ارتحل ـ أي كلما فرغ من ختمه شرع في أخرى ـ والقصد بهذا الحث على كثرت التلاوة مع التأمل والتدبر ويسحب للقارئ إذا ختم أن يدعو الله عز وجل، فقد روي في الحديث عن أنس رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال له : عند ختم القرآن دعوة مستجابة وشجرة في الجنة. وروي أن الرحمة تنزل عند خاتمة القرآن. وروى الدارمي في مسنده قال من قرأ القرآن ثم دعا أمن على دعائه أربعة آلاف ملك. ونص جماعة من العلماء المقتدى بهم كأحمد بن حنبل على استحباب الدعاء عند الختم، وقال الإمام النووي ويستحب الدعاء عند الختم استحباباً متأكداً تأكيداً شديداً وهو سنة تلقاه الخلف عن السلف.
والحمد لله في البدء والختام والصلاة والسلام على خير الأنام.
تعريف علم التجويد
السؤال


الصفحة التالية
Icon