وقتل في فتحها من قراء القرآن سبعمائة. فلما رأى عمر بن الخطاب ما وقع بقراء القرآن خشي على من بقى منهم فأشار على أبي بكر بجمع القرآن
ولم ينزل به أراه الله ما رأى عمر فاستحضر زيد بن ثابت وأمره بجمعه. فتبعه زيد (١) جمعا من صدور الرجال ومن الرقاع والألواح واللخاف والعسب مما كان يكتب بين يديه ﷺ حتى أتمه في مصحف (٢)
ولما أتم الصحف أخذها أبو بكر واستمرت عنده إلى أن توفى. ثم عمر. ولما توفى أخذها حفصة((فإن قيل)) كان يستكمل وجوه فراءته المعبر عنها في الحديث الذي تواتر عن النبي ﷺ من قوله: ((إن القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرءوها ما تيسر منه)) ومن حكم إتيانه عليها التخفيف والتيسير على هذه الأمة في التكلم بكتابهم كما خفف عليهم في شريعتهم كالمصرح به في الأحاديث الصحيحة كقوله: ﷺ إن ربي أرسل إلى أن أقرء القرآن على حرف فرددت عليه أن هون على أمتي. ولم يزل يردد حتى بلغ سبعة أحرف.
ومقتضى كلام الداني في منبهته (٣) والشاطبي في عقيلته وكثير من شراحها وابن الجزر في منجده وغيرهم أن الصحف المذكورة كتبت مجتملة على الأحرف السبعة.
(نسخ القرآن في المصاحف وسببه)

(١) وكان زيد بن ثابت رضي الله عنه لا يكتب آية إلا بشهادة عدلين يشهدان على أن تلك الآية كتبت بين يدي النبي ﷺ أو على أن يكتب أن ذلك مكتوب من الوجوه التي نزل بها القرآن لا مجرد الحفظ /هـ أفاده السيوطي وغيره
(٢) قال ابن حجر: والفرق بين الصحف والمصحف الأوراق المجردة التي جمع فيها القرآن في عهد أبي بكر وكانت سوار مفرقة كل سورة مرتبة بآياتها على حدة لكن لم ترتب بعضها إثر بعض فلما نسخت ورتبت بعضها إثر بعض صارت مصحفا / هـ
(٣) أي حيث قال فيها.
ففعل الذي به قد أمره* معتمدا على الذي قد ذكره
وجمع القرآن في الصحائف* ولم يميز أحرف التخالف، بل رسم السبع من اللغات* وكل ما صح من القرات اهـ


الصفحة التالية
Icon