والصحيح أنها ستة أرسل منها سيدنا عثمان رضي الله عنه مصحفا إلى مكة ومصحفا إلى الشام ومصحفا إلى الكوفة ومصحفا إلى البصرة. وأبقى بالمدينة مصحفا وهو الذي ينقل عنه نافع واحتبس لنفسه مصحفا وهو الذي ينقل عنه أبو عبيد القاسم بن سلام وهو الذي يقال له الإمام. وقيل: يقال لكل منها أمام واستظهره بعضهم من تأليف المتقدمين. ولم يكتب عثمان رضي الله عنه بيده واحدا منها. وإنما أمر بكتابتها. وكانت كلها مكتوبة على الورق.. الكاغد.. إلا المصحف الذي خص به نفسه فقد قيل: أنه على رق الغزال.
وقد بعث عثمان رضي الله عنه مع كل مصحف من المصاحف المذكورة عالما يقرئ أهل مصره بما يحتمله رسمه من القراآت مما صح وتواتر. فأمر زيد بن ثابت أن يقرئ أهل المدينة بالمدنى وبعث عبد الله بن الثائب مع المكى. والمغيرة بن أبي شهاب مع الشامي وأبا عبد الرحمن السلمى مع الكوفى وعامر بن عبد قيس مع البصرى وكان في تلك البلاد في ذلك الوقت الجم الغفير من حفاظ القرآن.
فممن كان بالمدينة: ابن المسيب. وعروة. وسالم. وعمر بن عبد العزيز. وسليمان. وعطاء ابنا يسار. ومعاذ القارئ. وعبد الرحمن بن هرمز وابن شهاب. ومسلم بن جندب. وزيد بن أسلم.
وممن كان بمكة عبيد الله بن عمير وعطاء. وطاوس. ومجاهد. وعكرمة. وابن أبي مليكة.
وممن كان بالكوفة علقمة. والاسود. ومسروق. وعبيده. وابن شرحبيل. والحارث بن قيس. والربيع بن خيثم. وعمر بن ميمون. وزر بن حبيش. وعبيد بن نضيله. وأبو زربة بن عمرو. وسعيد بن جبير. والنخعى. والشعبى.
وممن كان بالبصره: عامر بن قيس. وأبو العالية. وأبو رجاء. ونصر بن عاصم. ويحيى بن يعمر. وجابر بن زيد. والحسن وابن سيرين. وقتادة.
وممن كان بالشام: خليد بن سعيد صاحب أبي الدرداء.
فقرأ كل مصر بما في مصحفه. وتلقوا ما فيه عن الصحابة الذين تلقوه عن النبي صلى الله عليه وسلم.


الصفحة التالية
Icon