وقد بلغ الإفراط ببعض المؤرخين (١)

(١) كابن خلدون حيث قال في مقدمته ص: ٣٣٢ : كان الخط العربي لأول الاسلام غير بالغ إلى الغاية من الأحكام والإتقان والإجادة ولا إلى التوسط لما كان العرب من البداوة والتوحش وبعدهم عن الصنائع وانظر ما وقع لأجل ذلك في رسمهم المصحف حيث رسمه الصحابة بخطوطهم وكانت غير مستحكمة في الإجادة فخالف الكثير من رسومهم ما اقتضته رسوم صناعة الخط عند أهلها ثم اقتفى التابعون من السلف رسمهم فيها تبركا بما رسمه أصحاب رسول الله ﷺ وخير الخلق من بعده المتلقون لوحيه من كتاب الله وكلامه كما يقتفي لهذا العهد خط ولي أو عالم تبركا ويتبع رسمه خطأ أو صواب وأين نسبة ذلك من الصحابة في ما كتبوه فاتبع ذلك واثبت رسما ونبه العلماء الرسم على موضعه. ولا تلتفتن في ذلك إلى ما يزعمه بعض المغفلين من أنهم كانوا محكمين لصناعة الخط وإن ما يتخيل من مخالفة خطوطهم لأصول الرسم ليس كما يتخيل بل لكلها وجه ويقولون في مثل زيادة الألف في لا اذبحنه أنه تنبيه على أن الذبح لم يقع. وفي زيادة الياء في باييد: أنه تنبيه على كمال القدرة الربانية. وأمثال ذل ما لا أصل له إلا التحكم المحض. وما حملهم على ذلك إلا اعتقادهم أن في ذلك تنزيه للصحابه عن توهم النقص في قلة إجادة الخط وحسبوا أن الخط كمال فنزهوهم عن نقصه ونسبوا إليهم الكمال بإجادته. وطلبوا تعليل ما خالف الإجادة من رسمه. وذلك ليس بصحيح اهـ


الصفحة التالية
Icon