وكان الفضل في ذلك منسوبا لعلماء الكوفة لأنهم أول من أدخل في الكتابة التحسين حتى أنها سميت الكتابة الكوفية نسبة إليهم. وكانت تسمى قبل ذلك بالجزم لكونها جزمت ((أخذت)) من المسند الحميري. ثم لعلماء البصرة وكانوا يكتبون بأقلام مختلفة على أشكال متنوعة ولكنها لم تكن من الإجادة على ما يرام حتى نبغ ابن مقلة وزير المقتدر بالله أحد الخلفاء الدولة العباسية فأنه حول بمهارته الكتابة من صورتها الكوفية إلى صورتها الحالية، وحذا حذوه في ذلك أبو الحسين على بن هلال البغدادي المعروف بابن البواب، وتبعهما كثير من العلماء على هذا التحوير والتحسين حتى وصلت الكتابة العربية إلى ما هي عليه الآن من جمال الرونق وحسن الموضع
(القرآن الكريم)
القرآن الكريم: هو اللفظ المنزل على سيدنا محمد رسول الله ﷺ للإعجاز والبيان المنقول مضبوطاً بالتواتر، والمتعبد بتلاوة، وقد ابتدأ الله تعالى إنزاله على رسوله ﷺ في أربع وعشرين رمضان في السنة الثالثة عشر قبل الهجرة في غار حراء بمكة وتابع إنزاله على حسب الوقائع في ثلاثة وعشرين سنة وكان ﷺ كل سنة في رمضان يعرض ما معه من القرآن على جبريل عليه السلام وكلما زاد منه شيء أو نسخه بادر إلى حفظ ذلك والعمل بمقتضاه. وقد روى أنه عرضه في العام الأخير مرتين.


الصفحة التالية
Icon