(ب ت ث) إنما وليت الباء الألف لأنها كذلك في أبجد. وإنما وليتها التاء والثاء لمشابهتهما لها في الصورة. وقد جرت عادتهم على جمع ما اتفقت صورته في موضع واحد لكونه أليق باصول التعليم. وقدمت التاء على الثاء لكون التاء من حروف أبجد. والثاء من الروادف. ولكون الثاء أكثر الحروف اشتباها لأنها تشتبه بالياء والنون إذا وقعتا في أول الكلمة أو وسطها ولذا ميزت الباء بنقطة من أسفلها والتاء بنقطتين من فوق والثاء بثلاثة-وتشتبه بالسين والشين في بعض الأحوال إذا لم يكن الكاتب مدفقا. فإن أسنان السين أو الشين يلزم أن تكون متساوية أو يكون الأول أعلى من الثاني والثاني أعلى من الثالث. وهذه الحروف إذا تلاصق ثلاثة منها يلزم أن يكون الوسط أعلى من الطرفين أو أدنى منهما نحو: تثبت لئلا تشتبه بلفظ ست. ولهذا السر تجد بعض العلماء إذا ذكروا سبعين. قالوا بتقديم السين على الباء. وإذا ذكروا تسعين قالوا بتقديم التاء على السين-لأن النقط كان قليل الاستعمال. فإذا لم ينتبه الكاتب لرفع السن الملاصق للسين وقع الاشتباه.
(ج ح خ) قدمت الجيم على ما بعدها من الحروف لتقدمها في أبجد. ووليها الحاء والخاء لمشابهتهما لها في الصورة. وقدمت الحاء على الخاء لكونها من حروف أبجد. والخاء من الروادف ولتقدمها عليها في المخرج إذ الحاء تخرج من وسط الحلق والخاء تخرج من أدناه إلى الفم. وميزت الجيم بنقطة من أسفلها والخاء بنقطة من أعلاها والحاء بالتعرية
(د ذ) قدمت الدال على ما بعدها لتقدمها في أبجد. ووليتها الذال لمشابهتها في الصورة وأهملت الدال((أي عريت)) من النقط لأنها الأصل في الكتابة. فلما كتبت الذال بصورتها واحتاجوا إلى علامة تميز بينهما جعلت العلامة على الفراغ. ولأن الذال أقل من الدال في الكلام وتمييز الأقل أسهل وأقل كلفة


الصفحة التالية
Icon