فإن لقيها حرف الباء ففيها لأئمة الضبط مذهبان- أحدهما تعريتها من علامة السكون حسبما دل عليه العموم السابق. وهو اختار الداني- وثانيهما أن تصور ميما صغيرة بأعلاها مكان السكون تنبيها على أن النون انقلبت في اللفظ ميما لمؤاخاتها للنون في الغنة وقربها من الباء في المخرج. وهو اختيار أبي داود وبه جرى العمل. وما جرى عليه بعض نقاط المصحف من المشارقة من تحليتها بالسكون مع وضع علامة الإقلاب على الباء. لم أقف على نص بجيزة فالأولى عدم الأخذ به
وإن لقيها حرف من حروف الإدغام الستة فان كان لاما أو ميما أو نونا أو راء حليته بعلامة التشديد وعريت النون قبله من علامة السكون للتنبيه على أنها أدغمت فيه إدغاما تاما وإن كان واوا أو ياء فإذا أبقيت عندهما غنة النون بأن أدغمت فيهما إدغاما ناقصا وذلك على قراءة غالب القراء كان في النون وما بعدها منهما التخيير بين وجهين إحداهما أن توضع علامة التشديد على الواو والياء للدلالة على إدغام النون فيهما وتوضع علامة السكون على النون للدلالة على أن الإدغام ناقص بسبب إبقاء غنة المدغم الذي هو النون وهذا الوجه هو مختار الشيخين وبه جرى العمل عند المغاربة وثانيهما- أن تعرى النون من علامة السكون إشعارا بإدغامها فيما بعدها وتعرى النون من علامة السكون إشعارا بإدغامها فيما بعدها وتعرى الواو والياء من علامة التشديد لا من الحركة إشعارا بأن النون لم تدغم فيهما إدغاما خالصا وعلى هذا الوجه جرى عملنا. وإنما جوزوا هذين الوجهين في الواو والياء بعد النون الساكنة واقتصروا على تعريتها بعد التنوين إذا أبقيت غنته لأنه لو وضعت علامة التشديد على الواو والياء بعد التنوين لالتبس الإدغام الناقص بالإدغام التام بخلاف وضعها عليهما بعد النون الساكنة فإنه لا التباس فيه لأن وضع علامة السكون على النون يدل على أن الإدغام غير خالص.


الصفحة التالية
Icon