أحدها، أن يقتصر على علامة التشديد فقط استغناء بها عنها لتنزلها منزلتها لأنها توضع في موضعها ففيها بيان للمعنين (الشد والشكل) وباختيار هذا القول صرح أبو داود إذ هو أوفق للأصل لأن هذه الأشياء لم تكن موجودة في المصحف القديم وإنما أحدثت للبيان فما كان البيان حاصلا بدونه أستغنا عنه_الثاني_ أن يجمع بين الشد و الشكل تأكيدا في البيان هكذا رب ٧َ: رب٧، وهذا القول رجحه بعض المتأخرين. وقد يتأكد العمل به فيما إذا كان الحرف المشدد مختلفاً فيه بين الفتح والإمالة فإنه لا يتميز ضبطه لأحد المذهبين عن الآخر باجتماع علامة التشديد مع إحدى العلامتين: إما الفتحة أو نقطة التعويض، ولم يتكلم أحد من القدماء على محل الحركة من الشد على هذا القول واستظهر بعض المتأخرين أن يكون الشد هو الذي يلي الحرف من أي جهة كان قياسا على إذا ما كان الشد بالشين_الثالث_ القول بالتفصيل: أي إن كان الحرف المشدد في آخر الكلمة جمع فيه الشد والشكل لأن الأطراف محل التغير فيطلب فيها البيان أكثر من غيرها، وإن كان في أول الكلمة أو وسطها اكتفى فيه بالشد فقط. قاتل الداني: وهو قول حسن.
وقالت طائفة: علامة التشديد ضبط الحرف المشدد مع إهمال ما عداه. اختلفوا في تعين هذا الضبط بين قائل بكونه نقطا مدورا وقائل لكونه الشكل المأخوذ من الحروف، وضعفه المحققون بل أنكره جمهوره
(فصل الخامس)
(في بيان علامة المد وأحكامها)


الصفحة التالية
Icon