وأما المدغم فعلى قسمين –أحدهما- ما يذهب معه لفظ الحرف المدغم وصوته ويصير النطق كأنه بحرف واحد مضعف ((مشدد)) سواء كان مماثلا لما أدغم فيه نحو: وأذكر ربك أولاً نحو: بل ران. وهذا النوع يسمى إدغاما تاماً وخالصاً. ومنه ما جاء عن أبي عمرو ويعقوب في رواية الإدغام الكبير. وحكم ضبطه أن يعرى الحرف المدغم من علامة السكون تنبيها على أنه يدغم فيما بعده ذاتا وصفة. التشديد على الحرف المدغم فيه تنبيهاً على أنه أدغم فيه ما قبله وصار معاً كحرف واحد مشدد يرتفع اللسان عنه ارتفاع واحدة. ولا فرق في ذلك بين أن يكون الإدغام مجمعاً عليه نحو: الرحمن. وإن عدتم. وقالت طائفة. واضرب بعصاك، أو مختلفا فيه نحو: اتخذت إذ تأتيهم. ولقد ضربنا. حملت ظهورهما. بل ضلوا. ويعذب من يشاء إذا أريد ضبطه على قراءة الإدغام
(والقسم الثاني) ما يذهب معه لفظ الحرف المدغم ويبقى صوته. ويسمى إدغاماً ناقصاً ومنه إدغام الطاء في التاء في نحو بسطت وأحطت وفرطتم لجميع القرء. وفي ضبطه وجهان على سبيل التخيير-أحدهما- أن تضع علامة السكون على الطاء وعلامة التشديد على التاء هكذا بسطْتَّ. احطمتُّ فرطتُّْم –والثاني- أن تعرى الطاء من علامة السكون والتاء من علامة التشديد دون الحركة هكذا بسطتَ أحطمتُ فرطتَم. والمختار الأول كما صرح به الشيخان وغيرهما وعليه جرى عمل المغاربة وجرى عملنا على الثاني. وهذان الوجهان هما المتقدمان في إدغام النون الساكنة في الواو والياء مع إبقاء الغنة
(تنبيهان) –الأول- اختلف أهل الأداء في إدغام القاف في الكاف من (ألم نخلقكم) في المراسلات فذهب الجمهور إلى أن إدغامه خالص وحكى الداني الاجتماع عليه. فضبطه على قولهم هكذا ألم نخلقكُّم. وذهب جماعة منهم مكي وابن شريح إلى أن إدغامه ناقص فيكون ضبطه على قولهم كضبط بسطتَ ونحوها. اهـ


الصفحة التالية
Icon