وهي نفس المادة العربية التي اشتقت منها كلمة القرآن. وآثر الكاتب أن يقحم الرأي المتعسف الذي افتراه المستشرق الألماني شفالي ومن سار على دربه من المستشرقين بأن الكلمة منحدرة من المصادر النصرانية السريانية، (معتمداً على مخطوطة سريانية من القرن السادس موجودة بالمتحف البريطاني) وهي المصادر التي لا يمكن لأحد أن يأتي بدليل على ظهورها وتأثيرها عند نزول القرآن الكريم.
ولا شك أن الكاتب يهدف بتصدير المقال بهذا المبحث اللغوي المتعسف إلى أن يبين أن هناك اتصالاً وثيقاً بين القرآن الكريم والمصادر المذكورة، وأن هذا الاتصال إنما يبدأ بكلمة "القرآن" نفسها التي ليست في الواقع إلا كلمة مأخوذة من السريانية، كل ذلك لكي يسهل على القارئ أن يتقبل ما سوف يرد من آراء في هذا السياق.
ويمضي كاتب المقال قائلاً: "ولا يمكن لمعنى كلمة القرآن ومصدر الكتاب المقدس للمسلمين أن يتضحا تماماً دون أن نضع في الاعتبار استخدام عدد آخر من المصطلحات الوثيقة الصلة بالموضوع، ولا يقتصر الأمر هنا على "آية" و"كتاب" فحسب، بل يشمل أيضاً "سورة" و "ذكر" و"مثاني"، و "حكمة" وغيرها. ثم يقول "إن المعنى الأصلي للفظ "آية" كالكلمة الشبيهة في العبرية "أوث"، والسريانية "آثا"، هي العلامة والدليل وتأتي كرمز لحقيقة غير مرئية" ولكنه يستدرك قائلاً" غير أن اشتقاقها ليس مؤكداً".
وبعد ذلك يعرض لكلمة "سورة" فينقل عن شفالي قوله: إنها تبدو مشتقة من "صورطا" أو "سورثا" السريانية: ومعناها الكتاب المقدس.