تعالى: ﴿وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا﴾ فهذه وغيرها كلها إشارات إلى الخالق المعبود وصنعه في الكون وفي النفس البشرية.
ثم يقول الكاتب: إن السور المبكرة التي يشار فيها إلى إله محمد لا ترد فيها إشارة إلى اسم الإله، إنما هو لفظ الشخص الثالث، إذ ترد في العبارة "ربي" و"ربك" ويضرب الكاتب على ذلك مثلاً بما ورد في سورة: الذارايات، والطور، والمدثر. إلخ.
ولا يمكن من يزعم أنه يتبع منهجاً تحليلياً لنص من النصوص - وفقاً لمنهج النقد الأدنى - أن ينتقى منه ما يشاء ويغفل عن بقيته، إلا إذا كان يبغي التضليل، فهو قد غفل عن اسم إله محمد الذي ورد في السورة الأولى: العلق. ﴿أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى﴾ (١٤: ١)، كما ورد في السورة الثانية: المدثر: ﴿كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ﴾ (٣١: ٢). بل ورد في السورة التي استشهد بها الكاتب كالذاريات: ﴿فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ﴾ ولا تجعلوا مع الله إلهاً آخر" (٥١: ٥٠).
وفي هذا - وغيره كثير - دلالة على أن اسم إله محمد (الله) قد ورد في السور المبكرة، على عكس ما يزعم الكاتب.
كما ورد في سورة المدثر - التي يستشهد بها الكاتب - بصيغة المتكلم أيضاً لا المفرد الغائب فقط - ﴿ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ … وَجَعَلْتُ.. وَمَهَّدْتُ … سَأُرْهِقُهُ … سَأُصْلِيهِ﴾. (٢٦: ١١).
وواضح أن كاتب المقال - ومن اعتمد عليه من المستشرقين - يحاول أن يشكك في ماهية الطرف الأول من أطراف القضية (المتكلم: الله تعالى)