وكان نقاد ما يسمى الكتاب المقدس من العلماء الألمان بخاصة والأوربيين بعامة قد اعتمدوا في نقدهم للعهد القديم على منهج نقدي أسموه "النقد الأعلى" الذي يهدف إلى دراسة نصوص ذلك العهد على أنها نصوص تاريخية على الباحث أن يطبق عليها كل المعايير التي يطبقها على أية نصوص تاريخية أخرى، بصرف النظر عن أنها نصوص مقدسة (١). استطاعوا به التوصل إلى عدد من النتائج التي لا تقبل الجدل، من أهمها:
(١) - أن موسى - عليه السلام - لا يمكن أن يكون هو الذي كتب الأسفار الخمسة التي يطلق عليها اليهود والنصارى. "التوراة" وينسبونها إليه (٢).
(٢) - أن بعض الأسفار التي تنسب إلى أنبياء بني إسرائيل - مثل سفر أشعياء النبي إنما هي مزيفة ومختلقة ولا يمكن أن تنسب إليه، بل هي من تأليف ثلاثة من المؤلفين عاشوا في أزمنة مختلفة (٣).
(٣) - تم اكتشاف عدة مصادر بشرية للتوراة لكل مصدر منها طابعه الخاص وزمنه الذي وضع فيه (٤).

(١) انظر: الدكتور محمد خليفة حسن، آثار التفكير الاستشراقي في المجتمعات الإسلامية، طبع مصر ١٩٧٧، ص١٠٥.
(٢) انظر: الدكتور قنديل محمدقنديل: النقد الأعلى للكتاب المقدس في فكر الغرب وينابيعه الإسلامية، طبع مصر ١٤١٠هـ، (١٩٨٩م) ومابعدها.
(٣) مولانا أبو الكلام آزاد، ويسألونك عن ذي القرنين، طبع مصر ١٩٧٢م، ص ٩١ وما بعدها.
(٤) قنديل: النقد الأعلى، ص ١٧ وما بعدها.


الصفحة التالية
Icon